تعاظمت مشاعري وامتلأ قلبي نبضاً وسعادة حينما طالعت جريدة الجزيرة في عددها رقم 14231 حول تجاوب أمانة منطقة القصيم مع فكرة المتطوع عجلان العجلان حول تطوير موقع (القويطير). كذلك إدراج جهاز السياحة بمنطقة القصيم هذا الموقع ضمن المواقع السياحية، وما أجمل ما قاله الشيخ عبدالمحسن بن عبيد آل عبدالمحسن، أحد علماء بريدة والذي توفي عام 1364هـ الموافق 1944م يرحمه الله:
لله ماء زلال طاب مشربه
أجراه مبدي الورى ربي بتسخير
في سفح طود عظيم جل صانعه
يدعى لدى الناس طرا بالقويطير
وبينما أقرأ هذا الخبر، طافت ذاكرتي إلى تلك البقاع وتراءى أمامي ذلك الماء القاطر من جال الوطاة، مما دفعني إلى الاستنجاد بذاكرة شيخنا الرحالة محمد العبودي وما دونه في معجمه عن القويطير؛ حيث قام بزيارة للموقع عام 1370هـ الموافق 1951م فيقول: لما وقفنا في سفح الجبل فإذا هو في منتصف الجبل تقريباً وإذا هو مرتفع عن الأرض بأزيد من خمسين متراً تقريباً، فوجدناه مجموعة من النقط تخر أو على الأصح تنقط نقطاً متواصلة ماء عذباً لذيذاً وتجتمع هذه النقط حيث قد حفر لها في الصخر الغير الأصم حفرة بسيطة تشبه بركة يبلغ اتساعها عرضاً متراً ونصفاً وطولاً المترين وقد صف على جوانبها حصى، زيادة على ذلك، ويرد على هذه البركة الإبل والغنم وأهل (الوطاة) ولكن هذا الماء القليل الذي لا ينقطع خريره ليل نهار لا يصدق الإنسان أنه يكفي لكل من يردونه من الرواة والسقاة، وكان إذا امتلأت هذه البركة ساح الماء إلى أسفل الجبل؛ حيث قد نبت في طريقه بعض الشجيرات وبعض النخيلات الصغيرة.
حدثني أحد الأشخاص أن صاحب أرض يزرع فيها القمح وقريبة من ماء القويطير أراد أن يضرب مصدر الماء لعله يتسع فيكثر ماؤه فاستشار الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم قاضي بريدة عام 1320هـ فقال له: لا تفعل، إني أخاف أن يكون مجرى الماء من شق بسيط ربما وقع فيه حصاة من جراء ضربكم له فتكون سبباً في انسداده.
عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي - بريدة