السعوديات هن أكثر من يكتبن عبر الإنترنت من بين «نساء العرب»، بل إنهن ومنذ «العام 2009» وحتى اليوم يتفوقن على الرجال في عدد «المدونات السعودية النسائية الخاصة» التي تتصاعد مقابل «مدونات» الرجال، هذا ما تقوله جامعة «هارفارد» الأمريكية.
ولعل من ساعد الجامعة الأمريكية في إعداد «دراستها» غفل عن إخبارها بأن ما يحدث هو مجرد نقل لجلسات «الكراث والفصفص» بشكل مباشر عبر الشبكة العنكبوتية، طبعاً «السطر السابق» أعترف أنني كتبته «بنبرة رجالية «من شدة الغيرة.
فنحن لا يمكن أن نسلم «بعلو كعب المرأة السعودية إلكترونياً» بسهولة حتى ولو كانت هذه «حقيقة»، فقد تعودنا وتربينا على أن «الرجل» أفضل وأقوى وأنجح ولكن حقل «التقنية خيب آمالنا».
ثلاثون «تويترية سعودية شابة» اجتمعن قبل يومين «بالخبر» عبر لقاء و»غداء تعارف» ببعضهن البعض مباشرة دون حواجز، لينتقلن من «العالم الافتراضي» خلف أجهزة الحاسب إلى «العالم الحقيقي» الذي يجتمعن فيه وجهاً لوجه، وقبل نحو «شهرين فقط» كان هناك اجتماع سابق «لتويتريات» الرياض، الله يعينا يبدو أنه عصر «التويتريات»، إن «النساء» أكثر تنظيماً وتواصلاً من «الرجال» في العلاقات الإلكترونية وهذه المرة «أعترف» أيضاً أن «الفصفص والكراث» لم يكن له وجود على «طاولة الاجتماع» لأن الصورة المنشورة للاجتماع كانت متغيرة عن سابقتها، بل إنني أتوقع أن من رجال «التويترات المجتمعات» من كان ينتظرها خارج القاعة وهو يردد ويدندن: «توترنا وطال المشوار.. تأخرنا بتوتيرتنا..» إلخ.
لا شك أنه نتيجة كثرة عدد مستخدمات «الأجهزة الإلكترونية» النسائية، تسجل بعض «الفتيات» السعوديات حالات «ابتزاز» يتعرضن لها من قبل ضعاف النفوس خصوصاً عند صيانة أجهزتهم، أو من خلال «علاقات» غير محسوبة النتائج عبر الدردشة أو مواقع التواصل، وهو ما يدعو لسرعة تأهيل «متخصصات» سعوديات في صيانة هذه الأجهزة، ولا أعرف حقيقة ما هو مصير «أول مركز نسوي متخصص في الشبكات وصيانتها «افتتح قبل 4 سنوات بدعم من صندوق الأمير سلطان بالمنطقة الشرقية».
الحقيقة أن الفتاة السعودية، تحقق قفزات كبيرة جداً وتسجل نجاحات متواصلة «إنهن يمتلكن الإنترنت»، فهن يعملن على أنفسهن ويشتغلن جيداً، وخصوصاً «المبتعثات»، وغيرهن من المنخرطات في شبكات التواصل الاجتماعي، إنهن يتغيرن بالفعل نحو «الأفضل»، فلك أن تتخيل «الفتاة السعودية» وهي ملتزمة بدينها وأخلاقها، كيف تناقش وتحاور «عشرات» الجنسيات الأخرى وتتفوق عليها، بينما في المقابل لا تجيد الحوار مع أسرتها وأهلها.. تدرون لماذا ؟!.
إنهن يشعرن «بالنقص» أو نحن «نشعرهن» للأسف بذلك عند الحديث معهن، الكثير منا لا يعلم أن «الفتاة السعودية» مصنفة من أكثر الجنسيات قدرة على المحاورة والإقناع، بل إنهن الوحيدات في المنطقة اللاتي يملكن «نوادي» متخصصة لفنون الخطابة «وذرابة» الحديث، كنوادي «التوستماستر» للخطابة والحوار باللغة العربية والإنجليزية التابعة لمركز «الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة».
فقط لمنح «فتياتنا» الفرصة للتعبير والحوار على أرض الواقع، ولنسمع «أصواتهن»، بدلاً من تغريدهن بعيداً عنا على صفحات «تويتر» كمنفذ وحيد لتواصلهن..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net