شكل هذا الأسبوع المحك الحقيقي لخطة السير بمدينة الرياض، كنا نعتقد أن طريق الملك عبد الله الذي افتتح مؤخراً سيصبح الجسر الناقل للمركبات من الشرق إلى الغرب والعكس في الجزء الشمالي للرياض، وبأنه سيخلصنا بلا رجعة من التقاطعات والإشارة لكننا وجدنا أنفسنا في طريق خانق بجزئه الشرقي والتفاف على التقاطعات تضطر السائق إلى الاتجاه شمالا وجنوبا لمسافات من أجل تجاوز التقاطع... لا أدري كيف تفكر إدارة المرور وهي تخطط لتجاوز التقاطعات بأن توجد طريقا التفافيا يتحمل المواطن تبعاته مزيد من (مئات الأمتار) وخسارة بالوقود والوقت. فقد تبنت إدارة المرور حلول المخارج الالتفاف بالدائري ثم طبقته في الطرق الداخلية من أجل التحايل على التقاطعات. كان بإمكان المرور الذي خرج علينا بفكرة ساهر الجباية وسرعات (60,50،70) بأن يوجد حلا هندسيا عبر الجسور تختصر المسافة وتوفر الوقود والوقت وتقلل من الدوران والإطالة، بدلا من حل الالتفاف وخلق مشكلات جديدة لطرق أخرى... الذي فكر في ساهر ووقوف سيارة ساهر المخالفة على الأرصفة وأمام مداخل الأنفاق والشوارع الخلفية المظلمة لا يستبعد منه أن يفكر بأن يدير حركة المرور عبر الحواجز الأسمنتية الدائمة وإغلاق تقاطعات الطرق الرئيسية (بالصبات) والسواتر الأسمنتية من أجل التخلص من إشارات المرور وإقناع قائد المركبة أن هناك انسيابية في حركة المرور.
مرور الرياض بحاجة إلى عقول جديدة تملك فكرا هندسيا في التخطيط وتنظيم حركة السير، وأيضا إلى قيادات متخصصة في هندسة الطرق وفي التخطيط والتنظيم خاصة أن جامعاتنا تخرج المئات في مجال هندسة الطرق والتخطيط والعمارة، وكذلك تضم الجامعات العديد من خبراء الهندسة والتصميم والتخطيط والإدارة. وأنا هنا لا أقلل من كفاءة الإدارة الحالية في مرور الرياض لكن الزحام أصبح عائقا لإنجاز الأعمال وأصبح يتعذر على الموظفين والطلاب الوصول إلى أعمالهم بسبب فشل المرور في إدارة حركة سير مدينة الرياض، وهذا يؤدي إلى خسائر اقتصادية وانخفاض في الإنجاز وتعطيل في التواصل الاجتماعي. فالاختناقات الحالية ليست بسبب السرعة الزائدة وهي مشجب وشماعة إدارة المرور الدائمة، إنما بسبب عجز وفشل في التخطيط وفي إدارة الرياض هندسيا وتخطيطيا. ففي عودة طلاب التعليم العام والجامعي للدراسة انكشفت الرياض فالطرق التي يعتقد أنها شرايين تحولت إلى مصائد وكمائن تصطاد المركبات وسائقيها في رحلاتهم اليومية.