الموظف الثرثار: شخص لا يتوقف عن الحديث المباح وغير المباح في جميع الأوقات، عنده رغبة عارمة في الحديث، ولديه قدرة فائقة في التعبير والتصنيف، لا يكل ولا يمل من متابعة الأخبار، ولا يتعب ولا ينصب من ترويج الإشعاعات، ولا يغفل أو ينسى من نقل القصص والحكايات، يمثل وكالة أنباء غير موثوقة ومصدر أخبار غير رسمية وناقل معلومات غير دقيقة، يتحدث مع جميع الأشخاص ويتعامل مع جميع القضايا والاتجاهات، لا يستطيع أن يحتفظ بالمعلومة لوقت قصير ولا يقدر أن يكتم السر حتى الهجير. مولع أشد الولع بالاطلاع على أحوال الناس وموغر حتى النخاع في التعرف على أسرارهم، حيث إنها تمثل له وجبات غذائية لا يمكن أن يستغني عنها أو مضادات حيوية لا يمكن أن يفرط بها، يحتفظ هذا الموظف بأخبار منظومته الحديث منها والقديم ويهتم بأحوال زملائه المعروفين وغير المعروفين، وكأنه يمثل أرشيف معلومات للأولين والآخرين، يحرص كل الحرص على حضور الاحتفالات ويهتم كل الاهتمام في الظهور في المناسبات سواء داخل أو خارج بيئات المنظمات.
له أهداف وله أولويات في متابعة ما يجري من أحداث بين الزملاء أو في الإدارات، كما لا يتردد في وضع الخطط والترتيبات لدرء ما قد يفوته من لقاءات واجتماعات، يطرب لسماع الأخبار الجديدة ويحزن لنفاد الأقوال المثيرة، له لسان لا يتعب وحلق لا يمرض ورأس لا يصدع فهو مقاوم للأمراض والكدمات، ولا شك أن هذا الموظف قد استفاد أيما استفادة من التقنية الحديثة التي وفرتها وسائل الإعلام والإنترنت والجولات في هذه الأوقات. ولا يختلف اثنان بأن هذه السلوكيات سوف تكون على حساب العمل، حيث نرى أن أداء هذا الموظف ضعيف وإنتاجيته متدنية، كما أنه من الصعب الاعتماد عليه في أداء المهام التي لها أهمية معينة أو الأعمال المركبة التي سوف يكمل إجراءاتها آخرون في الإدارة التي يعمل بها أو في إدارات أخرى حيث يتسبب في تأخير أدائهم وإنتاجيتهم نتيجة مباشرة لإهماله في أداء المهام المكلف بها، وبالتالي سوف يخل بأداء موظفين آخرين عرف عنهم الأداء الجيد والإنتاجية المرتفعة، وينبغي ألا يفهم من هذا السياق أن هذا الموظف لا يملك قدرات ومهارات جيدة بل إنه وظف هذه القدرات والمهارات في غير مكانها الصحيح.
أما الطريقة المناسبة للتعامل مع الموظف الثرثار فتتلخص في مراقبته وحثه على الالتزام بالبقاء في المكتب وعدم الخروج إلا في أوقات الضرورة. ومن الأحسن ألا يكلف بالعمل مع الجماعات أو بالأعمال التي لها علاقة بغيره من الزملاء أو الإدارات. وينبغي متابعة أدائه أولا بأول ومراجعته والتأكد من صحته، ولا يناسب هذا الموظف أن يعمل في مقابلة جمهور المراجعين والحرص على إلحاقه بدورات تدريبية في مجال الإصغاء والاتصال والسلوك، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.