برهان النجاح لأي عمل يقدم هو أن يكون واقعاً ملموساً ينعكس إيجاباً على نفوس الجميع، ولا يقف هذا النجاح عند ذلك بل يتعداه إلى تحفيز وسائل قادرة على المحافظة عليه - عندها لا يستطيع أي منا أن يعثر له على مثلب أو نقص أو ارتخاء، وقس على ذلك في أي منشأة أو مشروع أو برنامج، ولكننا عندما ننزل هذا الواقع على الجانب الرياضي، نرى أن بعض الأندية تحتاج هذا النجاح ولكنها للأسف لم تأت بشروطه، ولنأخذ مثلاً واقع الإدارة الرياضية داخل نادي الكوكب ونضعها على المحك دون أن ندخل في التفاصيل الموجعة.. سوف نرمي بحجرة صغيرة على مياه بحيرته الراكدة فلعل وعسى أن نحرك ساكناً، فيكون هذا هو حسبنا.
كما يعلم الجميع أن الكوكب ظل مظلماً منذ عقود ولا أحد ينكر ذلك، ولم يبق له إلا اسمه يتداوله الناس ومقره الحالي قديم إضافة إلى قلة مرتاديه بحكم انعدام أنشطته الثقافية والاجتماعية، لأنها واكبت فشله في جلب البطولات.. هل لدى من هو واقع على سدته ويملك القرار، أن يجيب عن هذه الأسئلة - ما دور رجاله المؤسسين ولاعبيه القدامى؟، أين يذهب دعم رعاية الشباب؟، أين الإنجازات قياساً بتراكم السنوات العجاف؟. لا شك أنني سوف أصدم كغيري بفشل ذريع لعدم وجود الجواب الشافي الذي يحفظ ماء وجه هذه الإدارة الجديدة عهداً بأمر النادي.. نعم الإدارة الحالية مجتهدة ومتحمسة ولكنها تفتقد الخبرة والعلاقات العامة والقبول من محبي الفريق. أنا هنا لا أسعى إلى تحجيمها أو التهكم من أدائها، أو النّيل منها، وإنما أقول: إن الكوكب يحتاج ورش عمل وتخطيطاً متقناً تحت مظلة جمعية عمومية وأعضاء شرف منتخبين وسكرتارية وإدارة علاقات عامة، تداركلها بثقافة الإداري الخبير الذي يعي منطق لغة رياضة الاحتراف، وتدار كذلك بوجود الأكاديمي والمهندس واللاعب القديم، مع الحرص على استقطاب بعض أثرياء المنطقة وإقناعهم بمبدأ الاستثمار في المجال الرياضي.
إن محبيه يريدون كوكباً يصنع الحدث الرياضي المفرح، ويتمنون أن يعيد سيرته الأولى بل أجمل منها ويدهش الجميع.. يريدون رجاله الأوفياء الذين يعشقونه حتى العظم لا هؤلاء المنتفعين - شلل الاستراحات -، يريدون كذلك أمثال جيل العمالقة.. شايع.. إبراهيم الحمود.. أبو صالح - رحمه الله -.. ولعلّ أنجع الطرق المنقذة لوضعه البائس، هو غربلة النادي إدارة ولاعبين ومدربين لكي يقف على قدميه ويعرفه القاصي قبل الداني بإنجازاته وبطولاته، لا أن يعرفه «بكوكب شايع أو شايع الكوكب».
عبد العزيز الفريخ