عيدٌ بتجديد عهد جئت يا عيد
من بعد ما أعشبت فينا التّجاعيدُ
أمّـا الأحبّة فالبيداءُ خلفهمُ
فليت خلفك بيد خلفها بيد
تدنو فندنو من الإنجاز في ثقةٍ
ما أحسن النّصرَ تزجيه المواعيد
في تونس الظلم ولّى وهو مندحرٌ
من بعد ما كان يزفو وهو مرفود
ومصر يخنس فيه البغي وهو هوى
معتّقٌ من ذوي الإغواء مورود
أضحى الّذي كان يأتي وهو منتصبٌ
يُؤتى به وهو كالتّمثال ممدود
من ذا يصدّق ما يجري بساحتها
في مصر قد مات قبل الموت محمود
وفي طرابلْسَ آياتٌ مسطّرةٌ
فيها عقيدٌ عليه الوزرُ معقود
ما زال من كلّ جحرٍ بعد سطوته
يصيح إنّي زعيمٌ وهو مطرود
يا زنقة الموت ما أحلاك من نُزلٍ
للظّالمين وما أحلى العناقيد
وفي دمشق وفي لبنان نازلةٌ
للدّين أو لضياع الدّين تمهيد
فيها عيانًا بيانًا بعد تعميةٍ
يصارع الكفرَ والطّاغوتَ توحيدُ
وثمّ في اليمن الميمون ملحمةٌ
من الصّمودِ وهت منها الجلاميدُ
قم سائل البلدَ التّاريخ أوله
هل لم يزل في بني كنعان نمرود؟
كلاّ فهذا حليف السّعد في عنتٍ
عاف القِرى وعن التّرحال محدود
كنّا نقول بإنّ الظّلم صاحبه
بمثل هذا من القهّار موعود
لم يبق إلاّ فلسطينُ الّتي ظُلمت
وأهلُ بغداد هُمْ والأخوة السّود
ففي ربى القدس والآمال تخدعنا
يسري خرابٌ وتهجيرٌ وتهويد
وفي العراق نواميس معربدةٌ
يزهو بها في بلاد العُرب عربيدُ
وهذه دولة السّودان واأسفي
أصابها بعد لمّ الشّمل تبديد
وحولها دولة الصّومال محض أسىً
إنّي لأسألُ أين الحبّ والجود؟!
هذي وربِّك للإنسان موعظةٌ
ينجو بها قبل أن يغشاه تشريد
يا أيّها القوم إمّا نهضةٌ بهدىً
الله فيها لكلّ النّاس معبود
أو نكسةٌ بضلالٍ ما له طرفٌ
وَهْمُ الورى منه مزروع ومحصود
أدري بأنّ أُوار الغدر متّصلٌ
وأن حبل الرّدى بالرّوم مشـدود
قد يلعب الغربُ في الهيجاء لعبتَه
فالمال في كفّه والمكر مشهود
لكنّها ثورةٌ درسٌ يقول لنا
عنوانها: إنّ ظهر الظّلم مفصود
وإنّ ما يُتعس الإنسان مطّرحٌ
وإنّ ما يسعد الإنسان منشود
وإنّه إن أتى طاغٍ يُكبّلُنا
فالباب في وجهه بالحزم مسدود
وإنّه بعد هذا الدّرس درس دمٍ
ما عاد يصلح للطّغيان ترشيد
لا وعودٌ إلى الأوهام تحملنا
ولا امتعاضٌ ولا شجبٌ وتنديد
ولا سلامٌ يسرّ الخصم باطنه
حبٌّ وظاهرهُ سبٌّ وتهديد
إن لم يكن قول صدقٍ بعده عملٌ
فثورةٌ عندها المغموص مفقود
سبحان من في الورى تمضي إرادته
هل أمر من سخّر الأكوان مردود؟
هذي الطّواغيت في الدّنيا مصفّدةٌ
من هونها عمُّها الشّيطانُ محسود