يمر منتخبنا بمرحلة مفصلية في تاريخه وبحاجة إلى النقد الهادف والإيجابي.. بعيداً عن الانتهازية والتشفي والنقد الاستئصالي والطعن بالمدرب واللاعبين.. فالكرة لاتزال في الملعب.. وبطاقة التأهل للمرحلة الثانية لاتزال بيد الأخضر.. فقط عليه قصف المنتخب التايلندي مرتين.
البعض يتعامل مع المنتخب وكأن له معه ثأر بائت.. ويظهرون وكأنهم يتربصون به وينتظرون سقوطه للانقضاض عليه وإشباعه ضرباً ولكماً ونهشاً وتمزيقاً.. ويقولون ألم نقل لكم إن انتقادنا له صحيح وإننا حذرنا وأنذرنا وطلبنا ضم فلان وإبعاد علان وهذه النتيجه!.. هؤلاء إذا كانوا يدفعون نحو طرد ريكارد وهو أحد أشهر المدربين العالميين ولم يأخذ الفرصة الكافية.. فمن هو المدرب الذي سيستمر مع المنتخب ويرضى به هؤلاء القوم؟!.. ومن المدرب الذي سيقبل بتدريب منتخب يطرد مدربه عقب مباراتين رسميتين ولم يمض معه أكثر من شهرين؟!.
لاشك أن من ينتقدون المنتخب ويتجاوزون في النقد هم محبون للمنتخب ووطنيون.. لكنهم يريدون منتخباً (مقولباً) على ميولهم ورغباتهم.. والحديث عن تشكيلة المنتخب والطعن بها بعدم ضم علان وفلان.. هو كلام بعيد عن المنطق لأن التشكيلة تضم أفضل لاعبي الكرة السعودية.. قد يوجد من يستحق الانضمام للمنتخب لاعب أو لاعبان أو حتى ثلاثة.. لكن النسبة الأكبر من نجوم الملاعب السعودية موجودون بالمنتخب.. وعندما يحققون نتيجة ليست جيدة.. فلا يعني أن غيرهم سيكون أفضل بل منطقياً سيعود بنتيجة أسوأ.
بطل الدوري والدفاع عن اللقب
لا تكمن أهمية فوز الزعيم في افتتاحية مبارياته في كسب الثلاثة نقاط فقط.. بل الأهمية الأكبر تكمن في حصول الفريق بمدربه ومحترفيه الجدد على ثقة الجماهير الهلالية.. ومنحهم الفرصة الكافية لإظهار صورة الهلال الجديد.. بعد التغييرات الكبيرة في صفوف الفريق الأزرق.
والحكم المبكر على مستوى الفريق حالياً غير منطقي.. فالفريق بحاجة إلى المزيد من المباريات الرسمية للوصول إلى الانسجام والتفاهم.. فضلاً عن إلمام المدرب بإمكانات اللاعبين.. وتصادم العربي مع الكوري في إحدى الفرص هو لقلة الانسجام وانعدام التفاهم في تبادل المراكز.. وبتتابع المباريات الرسمية والتدريبات سيرتفع مستوى الفريق ولاعبوه.
عندما لعب الفريق فقط (شوطاً رسمياً) أمام هجر كان هذا كافياً لنشاهد تغييراً إيجابياً في مستوى الفريق في الشوط الثاني.. بعد أن اكتشف المدرب بعض الأخطاء في تشكيلته وتموضع لاعبيه.. فأجرى تبديلاته وعدل في مراكز بعض اللاعبين ما أسهم بقلب النتيجة.
العربي والكوري
استكمالاً لما سبق فمع نوعية المهاجمين العربي والكوري وطريقة أدائهما.. فالهلال بحاجة إلى تغيير طفيف في أسلوب صناعة الألعاب لإمدادهم بالكرات المناسبة لإمكاناتهم وقدراتهم.. فعلى كرة الهلال أن ترتفع قليلاً عن الأرض.. وأن تكون أكثر تنوعاً وعدم التركيز على الغزو عن طريق الكرات القصيرة والـ(ون تو).. والاهتمام بالكرات البينية الأماميه (ثرو) والكرات الساقطه.. أو إسقاط الكرات خلف الدفاع (مثلما صنع الفريدي هدف العربي الثاني).. وأيضاً الكرات العرضية (كما صنع نامي هدف العربي الأول).. فلابد من التنويع في صناعة الهجمة الهلالية.
وتبقى علة الهلال في بطء نقل الكرة خصوصاً عن الارتداد.. وتعسر بناء الهجمه من الصفر و(العك الكبير) في الخطوط الخلفية.. وكثرة تبادل الكرات بين الدفاع والمحاور وإعادتها للحارس بدون داعٍ.. وعدم اللعب بمبدأ السلامة ولو بالتشتيت عند حدوث الضغط.. ما يسبب كثرة أخطاء المدافعين وتهديد المرمى الأزرق.
إدارة الهلال لم تخطئ
سألني أحدهم ما رأيك برحيل لاعبي الهلال الكبار! دفعة واحدة.. رادوي وفيلهامسون وعزيز.. وإعارة ياسر؟.. قلت: المحترفون الأجانب أمضوا ما بين موسمين إلى ثلاثة مواسم ورحيلهم طبيعي.. رادوي قضى موسمين ونصف موسم وأعطى ما لديه وواجه حروباً وضغوطاً كبيرة أسهمت في تراجع مستواه.. وكانت رغبته الشخصية بالرحيل.. وكان لاخيار في رحيله.. خصوصاً أن الهلال كسب عائداً مادياً من انتقاله.
وفيلهامسون كنت مع بيع عقده قبل موسم عندما طلب بـ7 ملايين يورو.. ولكن.. والآن اتخذت الإدارة قراراً حاسماً بالتخلي عنه لأنه وصل لمرحلة الطفش والملل هنا.. وأعطى مالديه.
خالد عزيز.. اضطرت الإدارة للتخلي عنه لأن بقاءه سيكون استمرار للصداع وإشغال الإدارة بلاعب لا يرغب بالانضباط.. فضلاً عن تحمل رواتبه.. مع رغبتها في الاستفادة من (الخانة) التي يشغلها.. فكان بيع بقية عقده بمقابل مادي هو الحل الأفضل.
إعارة ياسر.. سبق أن كتبت أنها حل جيد لدخول ياسر في أجواء جديدة ومنافسات مختلفه يلتقط فيها أنفاسه ويبتعد عن الضغوط.. فضلاً عن عائد مادي مغري للاعب والنادي.. والمهم إنه لايزال لاعباً هلالياً.. وأعتقد الإدارة لم ترغب أن ترى ياسر يجلس على دكة الاحتياط.. كما أنها لا ترغب أن ترى مهاجماً أجنبياً يجلس في الاحتياط ومهاجماً محلياً يلعب مكانه.. لأنه قد يصنف أنه فشل للصفقه.
عميد آسيا.. في الأمتار الأخيرة
يدخل الفريق الاتحادي هذا اليوم لقاء هاماً في سباق الأمتار الأخيرة في الطريق نحو استعادة اللقب الآسيوي الذي غاب عن الخزينة الاتحادية ستة أعوام.. والسعي التأهل للمرة الثانيه لمونديال كأس الأندية.
في قراءة سريعة للقرعة وطريق الاتحاد نحو اللقب.. نجد أن القرعة جاءت كما يشتهي محبو الاتحاد.. وهي على ثلاث مراحل.. دور الثمانية لقاء مع سيول الكوري، وهو نسبياً أسهل من فرق أخرى بحكم أنه فريق حديث على المشاركات الآسيوية ولكنه فريق طموح لا يجب الاستهانة به.
وأعتقد أن المرحلة الأصعب هي في دور نصف النهائي.. وإذا تجاوزه الاتحاد فسيكون لامس اللقب واقترب منه كثيراً.. بحكم أن النهائي سيقام في عرين العميد وعلى ملعبه.. ولكن على الاتحاديين عدم التهاون والاستهتار بحجة أفضليته.. لأن الغرور والثقة الزائدة هذا اليوم سيدفع الفريق ثمنها كبيراً.. والاتحاد بخماسية التعاون كشف أنه لايزال يتمتع بقوته الهجومية الضاربة.. ولكن يجب ترميم الخطوط الخلفية ومعالجتها.. ليكون الاتحاد المرشح الأقوى للقب.. إلا إذا تعرض لمفاجأة ليست بالحسبان.. وهو ما يدعو للحيطة والحذر.
ضربات حرة
) في (تويتر) يستغل بعض الدهماء إختفاءهم خلف (الكيبورد) ويتخاطبون مع بعض (كبار المسؤولين عن الرياضة) بأسلوب وقح وسامج وغير لائق.. في ممارسات صبيانية مخجلة وجبانة.. تذكرني بمن يقذف الناس بالبيض وهو في سيارة مسرعة.
) شخصياً أتمنى ضم نور للمنتخب إلا إذا كان استبعاده لسبب غير فني!.. ولكن علينا أن لا نعول كثيراً على وجوده.. فعندما خرج المنتخب من البحرين وكوريا الشمالية وفشل في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا كان نور وسط الملعب.
) قد أتفهم أن يأتي من يطالب بضم لاعب ويقدم المبررات أو يستفهم عن عدم ضمه بعيداً عن حكاية المؤامرات.. ولكن ما ليس مقبولاً المطالبة بإبعاد لاعب مهما كان السبب ومهما كان مستواه.
) في نهاية الموسم الماضي قلت إن بدر المطوع لن يجدد للنصر.. لأن حال الفريق لا يشجع على البقاء.. ولكن النصراويين أضاعوا الوقت بمطاردة المطوع وإقناعه بالتجديد حتى داهمهم الوقت ففقدوا فرصة التعاقد مع لاعب آسيوي.
) الفريدي عندما نزل في الشوط الثاني لعب بإيجابية وسرعة بعيداً عن الاحتفاظ بالكرة، فرش الكرات رشاً على المهاجمين جاء من إحداها هدف الفوز.. ليثبت أنه أفضل صانع ألعاب لدينا عندما يتخلى عن المبالغة في الاحتفاظ بالكرة وعندما يكون أكثر ديناميكية وحيوية.
) أمام أستراليا كان المنتخب بحاجة لاعب من نوعية الفريدي خصوصاً في شوط المباراة الثاني.
) سيكون الحكم السعودي على المحك عندما يقود خليل جلال قمة الهلال والشباب.. وسيتضح هل تقليص الاعتماد على الحكم الأجنبي قرار صائب أم جاء سابقاً لأوانه.
) عندما خاطبت إدارة الهلال الأهلي لاستعارة مالك معاذ بمبلغ كبير ثارت بعض الأقلام الأهلاوية وقالوا إن الهلال يريد القضاء على الأهلي.
) خلال المواسم الأخيرة انتقل من الأهلي للنصر طلال المشعل وفهد الزهراني ومحمد عيد وحسين عبدالغني وأخيراً مالك معاذ وبدون مقابل.. ومع هذا من يريد القضاء على الأهلي هو الهلال!.
) منع استخدام (الميكرفونات) في الملاعب قرار موفق.. وأرجو التمسك به لإن الملاعب ليست ساحات حراج أو مسرح شعبي يأتي شخص ويمسك (المايكرفون) ويبدأ بالغناء المزعج والمواويل.. ففي جميع ملاعب العالم المحترمة لا توجد هذه (الأبواق المزعجة) بل يعتمدون على التشجيع الجماعي.