هكذا أطلق على سماحة الشيخ عبدالله ابن عقيل رحمه الله تعالى محبُّوه ومريدوه؛ لأنه رحمه الله تعالى عُمِّر عمراً مديداً، وصرف عمره المبارك في استيعاب المذهب الحنبلي، وعَصَره عصراً.. وفراغه وعمله كلاهما في مصبِّ طلب العلم؛ فأول حياته في طلب العلم على المشايخ؛ فلما أدرك كان عمله في القضاء عقوداً كثيرة، وكان آخر أعماله الرسمية (رئيس الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى).. وبعد تقاعده المتأخِّر تفرَّغ بكليته للعلم في بيته بالرياض، وفي شقته بمكة المكرمة.. كان يفد عليه طلبة العلم للمذاكرة والمؤانسة، وللدراسة عليه أمثال محمد بن عبدالله النافع رحمه الله تعالى كان يدرس عليه الفقه على المذهب الحنبلي.. وشقته بمكة التي دخلتْ ضمن التوسعة كان الشيخ رحمه الله يلازمها ويصوم فيها الأيام من ليالي البيض: الثالثة عشرة، والرابعة عشرة، والخامسة عشـرة من كل شهر.. وكان كريماً في غير سرف ولا مخيلة، وكان يتصيَّد معارفه إذا خرجوا من المسجد الحرام، ويدعوهم للعشاء بإلحاح.. وكنت أسمع بالشيخ قبل اللقاء به؛ لأن أعماله في القضاء أبعدته عن محل إقامتي، وجناحي يومها قصير؛ وإنما تشـرفتُ بمعرفته بعد تقاعده، وقد متَّعه الله متاعاً حسناً إذْ ولد عام 1335هـ؛ فأشرف على الهنيدة (مئة عام)، وتخيَّلتُ فيه أنه في الحلم دَهْناء، فلم أره يوماً عابساً أو منفعلاً، بل ظاهره الانبساط دائماً.. وكان هادئ النبرة متواضعاً، ومن تواضعه أنه يأخذ العلم من الأقران، ويُصغي لفوائد الطلبة أمثال أخي الدكتور عبدالعزيز الحربي، وكان يأنس به.. وهذه خصلة نادرة في أكثر مشايخ العصـر؛ فكم من واحد يَقْطَوْطي بأطراف عباءته ويرى أن عنده علم الأولين والآخرين، وما هو إلا نسخة زادت في البلد، ولا ينظر إلى بعض طلبة العلم بمؤخرة عينه وهم أمكن منه في العلم.. ومن تواضعه رحمه الله قيامه بالزيارة ابتداءً للطلبة والأحباب، وزيارته المرضى، وتشييعه الموتى، ومواساة أهل المَـيِّت في بيته، وعند وفاة أختي رحمة الله عليهما تعب حتى عرف البيت لمواساة أولادها.. والله غالب على أمره؛ فقد كنتُ متأهباً للصلاة عليه وتشييع جنازته إلى المقبرة، وجمعتُ في مجلة الدرعية الأحباب والأولاد وبعض الأقارب وموظفي مجلة الدرعية وموظفي دار ابن حزم مبكِّراً؛ لنخرج من الساعة الثانية ظهراً إلى المسجد؛ لكنني ليلة ذلك اليوم أُصبتُ بوعكة، فقد كنت قائماً والجوُّ طَرِيٌّ؛ فانصب مني عرق كثير، ووقتُ على الأرض أعاني من ضيق النفس والدوران أو السقوط إذا مشيتُ، ولا أزال إلى حين كتابة هذه الأسطر على هذه الحالة لا يعاودني نشاطي إلا بعد نوم طويل في سويعات قليلة؛ فمِنْ أهلي مَن علَّل بالدزنطاريا المتكيِّسة، ومنهم من علَّل بقلة التغذية، ومنهم مَن علَّل بتوالي الصيام.. وعلى أي تعليل فالحمد لله شكراً شكراً؛ فذلك تكفير وتطهير ورحمة، وهو على قَدْرِ تحمُّلي بفضل الله ومنته، ولو عاملني ربي بعدله لكانت مصيبتي كبيرة؛ لأنني انزلقتُ في وَحَلِ مَن يستحق العقوبة؛ فطالما أسرجتُ خيول التقصير والمعصية، ولكنَّ البشـرى من ربي أن بلغني شهر رمضان، وأعانني، وأظهر لي بوادر القبول والرحمة بما أراه حساً ظاهراً من الإعانة، وبما أشعر به باطناً من وجدان يريحني جداً، وينشـر أمامي الفأل، ويبعد عني شبح القنوط.. وقد ذهب الجميع، وصلَّوا على الشيخ صلاة العصـر من يوم الأربعاء 9-10-1432هـ، وشيعوه إلى المقبرة، وأثلجوا صدري بما شاهدوه من كثرة المشيعين والمعزِّين؛ فقد امتلأ المسجد، وتزاحم الناس في المقبرة؛ فهذه بحمد الله بشـرى خير.. وكان رحمه الله لا يتباهى بعلمه، ويُصغي أكثر مما يتحدث، وإذا تحدث كان حديثه برفق.. لا تشعر أنه يملي عليك، بل تشعر أنه يتفاهم معك.. وكان يحفل بالطرائف، ويهديها لأحبابه، ويُسائلهم، ولا يزال على بالي قصيدة طويلة في الألغاز صوَّرها من طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي.. وإلى هذه اللحظة عجزتُ عن حَلِّها وعجز الدكتور عبدالعزيز الحربي أيضاً، وكان وَعَدَنا إذا عجزنا عن الحل أن نتعاون؛ فحالتْ دون اللقاء عوائق جناها سوري دعيٌّ ادَّعى أنه من آل عقيل؛ ففرَّق الأسرة فرَّق الله شمله، وأوردها المهالك بالادعاء الكاذب، واجتذبه كل غِرٍّ سفيه يجعله نقيباً لآل عقيل الأشراف!!.. أباً عن جدٍ بدون سجلات متوارثة، وعُمْرُ وِفادتِه أقلُّ من خمسة وثلاثين عاماً، ومعرفتهم له أقل من ثلاث سنوات منذ زوَّر لهم الكتاب، ورضوا بمذلة الدعوى ومعصية الشـرع؛ فقُبْحاً قبحاً للوجوه الصفيقة، وما كان كيد السوري الدَّعي عن براعة وذكاء، ولكنه عن سلاحة في السفهاء من آل عقيل، ولا أزال أريد تأديبه، ولكن حال دون ذلك تدنِّي صحتي، وأنا مريب من هذا الرجل؛ فقد وصل إلى يدي كتبٌ معادية لدعوة الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب، ومعاديةٌ لحملة الدعوة وحماتها، وكان يصوِّرها ويوزعها، وقد غرر بالأشراف في الحجاز وبهرج عليهم، فأدخلوا في نسبهمدعياً، ولكن العقلاء والمحققون سيتداركون الأمر، ويردون الحق إلى نصابه، ويظهرون الزيف، وسيكون هذا الموضوع إن شاء الله شغلي الشاغل بعد زوال العوارض وحصول النشاط؛ لأن وعيد الشرع من انتسب إلى غير أبيه عمداً شديد، وهو عند العلماء من الكفر العملي؛ فالحمد لله أن سماحة الشيخ عبدالله لم يلق ربه إلا وهو على البراءة من هذا الأمر الخطير.. وجبهات الأسر الفاضلة لا تتكل على النسب، وإنما تتكئ - بالهمزة في الأخيرة لا باللام - على ما يجلب الثناء من جمال السيرة وزكاء الموهبة.. وقد تبرأ الشيخ رحمه الله قبل وفاته من هذا الادعاء الكاذب، ونشـر ذلك في الإنترنت، واحتمل الخزرجية الموجودة في بعض وثائقنا ظناً، وما شاع في بلدي شقـراء ولا سيما عند المشايخ والمؤرخين رواية شفهية عن إبراهيم ابن عيسى كما في فهرسة الشيخ عبدالله ابن عقيل، وروايته عن الشيخ ابن عودان كما في أوراقه التي بعث بها إلي.. وهو أبو عبدالرحمن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالكريم آل عقيل، وفرعه الأدنى بعنيزة أسرة علم.. وميزان العلم في السابق يبلغ ذروته إذا كان المنتسب للعلم قاضياً.. وعهدي في الأعم الأغلب أن القضاة أقل علماً؛ لتفرغهم للتفرُّس في الوقائع؛ وإنما نبغ العلماء من القضاة الذين عُيِّنوا في القضاء بعد أن كانوا علماء مبرِّزين، وأمكن الناس في العلم التقليدي وأكثرهم استيعاباً لمسائله المفتون، ثم المدِّرسون؛ لكثرة ترديدهم معاني ما حفظوه من الكتب المختصـرة في المذهب.. وأمكنهم في تحرير العلم غير التقليدي، وأقلهم استيعاباً لمسائله الباحثون الموسوعيون.. ولكن الشيخ عبدالله تميَّز بالعلم أولاً، وكانت ممارسته للقضاء ممارسة عالم.
قال أبو عبد الرحمن: لقد نشرتُ نبذةً عن حياة الشيخ في الأحدية التي شرَّف بها بيتي عام 1428هـ، وفيها هذه النماذج من مطارحات الشيخ الأدبية على طريقة الفقهاء مما أورده تلميذه الدكتور عبدالعزيز الحربي: ((العناية بدقائق المسائل لتقوية الذهن وتربية الملكة من شأن العلماء منذ القدم، وقد صُنِّف فيها مصنفات، وعُني بها العلماء نظماً ونثراً.. وفي المكتبة الإسلامية أكثر من مئة مصنف في الألغاز في الفقه والحديث والنحو والصـرف والبيان والعروض والقوافي والتاريخ.. ومن ذلك كتاب أهداه إليَّ الشيخ نفسه، وهو كتاب حلية الطراز في حل الألغاز على مذهب الإمام أحمد بن حنبل تأليف أبي بكر بن زيد الخراعي، وكتب لي في صفحة عنوانه هذه الأبيات الأربعة أوردها استدلالاً على تمكُّنه في النظم ومعرفته به ورقة طبعه، وليس عندي غيرها.. قال يحفظه الله [بل حفظه الله أدلُّ على الدعاء بمألوف العرف اللغوي والشرعي مثل عافاه الله وعاقبه الله وجزاه خيراً.. إلخ]:
هديَّة إلى الأديب الصاحبِ
أبي محمد الأديب الثاقبِ
أعني به عبدالعزيز الحربي
من فاق كلَّ قومنا والصحب
لعله يفيد من مضمونها
ويخرج المكنون من مضنونها
مما حوته من أحاجي وغُرَرْ
وعُجَرٍ أيضاً كذاك وبُجَرْ
[قال أبو عبدالرحمن: بحر الرجز نثري لا شعري بما دخله من زحافات تخنق الإيقاع] وما ذكره حفظه الله من الثناء هو من باب التشجيع لابن من أبنائه وتلميذٍ من تلامذته.. والآن أسوق بعض ما كان يطرحه من أسئلة وألغاز يوقظ بها الوسنان ويحرك بها الأذهان لتنبيه الخواطر وبعث الهمم؛ فمن ذلك - وهو أول ما سمعته منه - هذا اللغز المضمَّن في هذين البيتين:
سألت الخثعميَّ أبا يزيد
غداة أتى ونحن نسير سيرا
ولم أُلحفْ عليه ولم أكرِّرْ
فجاد به جزاه الله خيرا
والسؤال في اللغز: ما الذي سأله الخثعميَّ؟.. وأترك جوابه وجواب سائر الأسئلة من بعده للقارئ ليتأمل فيها كما تأملنا [قال أبو عبدالرحمن: هذا لا يكفي.. إلى متى ننتظر والأرواح يُغْدا عليها ويُراح]، ومن ذلك سؤالٌ طَرَحه في إحدى ليالي رمضان عن آية تكرر فيها لفظ (الله) سبع مرات، وسؤال آخر عن أحد عشـر قسماً متتابعة في سبع آيات، ومن ذلك هذا اللغز في هذين البيتين:
إلى نساء ينتمي
بسوقهن يوجدُ
الجسم منه فضة
والقلب منه جلمدُ
ما الذي قصده الشاعر؟.. ومن ذلك هذا اللّغز العسِر:
وما شيئ إذا حاز انبساطا
رأيت النفس منه في انقباض
قريب منك تلمسه بكفٍّ
وتبـصـره بأحداق مراض
فقبل الفجر يشـرع بارتفاع
وبعد العصر يسرع في انخفاض
وقد أجبتُ عليه بعد الاستعانة بمعالي الشيخ صالح ابن حميد [بعد الله] يحفظه الله [بل حفظه الله]،ومن ذلك قول الشاعر:
سلِّم على شيخ النحاة وقل له
هذا سؤال من يجبه يَعظمِ
أنا إن شككت وجدتموني جازماً
وإذا جزمت فإنني لم أجزم
وآخر البيت الأول يضبطه الشيخ هكذا: (يجبهُ يُعَظَّمِ) وهو صواب، والذي أعرفه بإشباع الهاء وفتح ياء (يعظم) مع سكون العين وضم الظاء مخففة، وهو صواب أيضاً.. ومن باب المطارحة الأدبية والمثاقفة العلمية طرحت عليه لغزاً فقهيّاً في الأبيات الثلاثة الآتية:
إلى الشَّيخ عبدالله نجلِ عقيلهم
سؤاليَ منظوماً بعقد منظَّم
رجالٌ عدولٌ شاهدون على زنى
كَعابٍ رأوا ذيَّاكَ في فرجها رُمي
شهادتهم رُدَّت وحُدُّ ثلاثةٌ
وما حدُّ ظهرْ الرابع المـتـكلِّمِ
طرحته عليه بحضرة عدد من العلماء بمنزل سماحة الشيخ محمد السبيل، ولغزاً آخر في اسم (عقيل):
اسم الذي تيَّمني
أذهلني بعقلهِ
إنْ عينهُ مغمضةٌ
رأيتَني في ظلِّه
وإن يكن بدونها
قيل بقي من كلِّهِ
وقلبه مطَّرَحٌ
من ذا الذي كمثلهِ؟
ولأن في اللّغز شيئاً من الغموض والخفاء أوضحه وأشرح طريقة الإلغاز فيه.. أما البيت الأول فمعناه واضح.. وأما الثاني فمعناه: أن العين منه ــ وهي عين (عقيل) ــ إذا كانت مغمضة.. أي منطمسة تُـحرَّف إلى مَقيل [بل إغماض العين إعجامها، ولن تتحوَّل العين إلى ميم في أي خطٍّ لم يتجاوز قواعد الخط]، وهو مكان القيلولة، وهذا معنى قولي: (رأيتني في ظله)، وأما البيت الثالث فمعناه: إنَّ لفظ (عقيل) إذا كان بدون العين فالباقي منه لفظ (قيل)، وهذا واضح، وأما البيت الرابع فالمرادُ به أن لفظه المقلوب وهو (ليقع) مقلوب (عقيل) مطروح لا وجود له في معاجم اللغة العربية.. ولا شك في أن الألغاز في قولي: (وعينهُ مغمضة)، وقولي: (وقلبه مطرح) هو بيت القصيد وهو الذي في التعمية؛ [قال أبو عبدالرحمن: الدكتور عبدالعزيز علامة فهامة، واللغز شديد التكلُّف]؛ وإنما ألغزت في هذا اللفظ لما أحمله من المودَّة الأكيدة والوفاء الصادق لمن يحمل هذا الاسم الذي كان أول داع إلى الإلغاز، فيه ولا سيما العالم الأغرُّ والوالد الأبرُّ محمد بن عمر.. المنتسب إلى عقيل هو وصاحب الترجمة.. حفظهما الله ونفع بعلومهما آمين)).
قال أبو عبد الرحمن: وأفخر بهذا النموذج الفذِّ من سماعات العلماء التي أحياها الشيخ، وهذا نصه: ((الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد وعلى آله أجمعين.. أما بعد: فقد قرئ جميع صحيح البخاري برواية أبي ذر عن شيوخه على بقيَّة الشيوخ سماحةِ شيخِ الحنابلة العلاَّمة الفقيه القاضي المعمَّر عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل حفظه الله تعالى وبارك في حياته بقراءة حفيده الشيخ أنس بن عبدالرحمن بن عبدالله العقيل تناوباً مع كاتبه محمد زياد بن عمر التُكْلَة؛ فسمع جميعه المشايخ وطلبة العلم: عبدالله بن حمود التويجري، وعلي بن يسلم النعماني، وعلي زين العابدين الحسيني المصـري، ومحمد علي عثمان الصومالي، ومصطفى بن محمد مبرم اللودري، ومحمد بن هليل بن مفلح العصيمي، ومحمد بن ناهس العنزي، وعبدالرحمن ابن القارئ أنس العقيل.. وبِفوتٍ يسير المشايخ: بلال بن محمود عدار الجزائري ــ ثم أعاد فَوْته فكُمِّل له السماع ــ، وعبدالرحمن بن حسين بن محمد الفيفي، وصلاح بن عبدالرحمن بن محمد الزامل، ومجدي بن عبدالحميد أبو عريش، وأحمد الإندونيسي خادم الشيخ المسمع.. وسمع كثيراً منه المشايخ وطلبة العلم: عبدالمجيد بن عمرو جمعة الجزائري، وصباح الدين مصلي سلماني الألباني، وابنه محمد، والغربي بن عبدالله بن علي أحمد التونسي، وعبدالملك بن أحمد بن صالح الحسامي، ومحمد بن عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب، وبشير بن جلول التونسـي، وعبدالله بن فايز بن محمد العنزي، وعبدالعزيز بن محمد مؤنس، ومحمد خالص أبو بكر الأثيوبي، وفهد بن سعود بن عبدالعزيز الشثري، وأحمد بن عبدالحميد النجار البحريني، ومنير بن عبدالله بن أحمد التونسي، ومحمد بن خالد الهرف، وعلي بن أحمد الحدادي، وأحمد بن محمد السعيد المبارك، ومعاذ، والحسن، والحسين، وإبراهيم، وعبدالله، أبناء علي بن يسلم النعماني.. وسمع الشيخ عبدالله بن محمد بن صالح العبيد من تفسير سورة النساء إلى آخره، وسبق له القراءة من أوله إلى تفسير التوبة على الشيخ المسمع؛ فتم له القراءة وسماع جميع الكتاب.. وسمع بعضه جماعة كثيرون [الصواب: كثير]، منهم المشايخ وطلبة العلم: عبدالعزيز بن محمد العقيل، وعبدالله بن عثمان البشـر، وعلي بن عبدالعزيز الشبل، وإسماعيل بن سعد بن عتيق، وعبدالرحمن، وإبراهيم، ويوسف، وعبدالملك، وحمد أبناء الشيخ المسمع، وعمر بن سليمان البراك، وعبدالمحسن الزكري، وسعد الغنيموعبدالرحمن بن عبدالله الجبرين، وخالد الشريمي، وعبدالله بن سفيان الحكمي، وسعد بن مطر العتيبي، وعمر بن عبدالله السعدون، وياسر بن سعد العسكر، وهشام بن محمد بن سليمان السعيد، وعبدالله بن يحيى العوبل، وعبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي، وعمر بن عبدالعزيز بن محمد السياري، وأحمد بن عبدالرحمن العويس، وعبدالله بن رجب الزهراني، ومحمد بن عبدالله الرشيد، وصالح ومشعل ابنا عابد بن مفلح العصيمي، وحاتم بن حمد ابن الشيخ المسمع، ومحمد وعمر ابنا يوسف ابن الشيخ المسمع.. وممن سمع في مجلس الختم سوى من تقدم العلماء والمشايخ وطلبة العلم: محمد بن لطفي الصباغ، وعبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم، وعبدالله بن عبدالرحمن السعد، وعبدالوهاب بن ناصر الطريري، وابنه ناصر، وعبدالحكيم بن محمد العجلان، وراجح بن عبدالله الزيد، وأحمد بن عبدالملك عاشور، وابنه عبدالله، وعبدالله بن أحمد التوم، وبدر بن علي بن طامي العتيبي، ومحرز بن رشيد حاج طاهر الجزائري، وجمال بن لَخْضـَر حمُّود عزُّون الجزائري، وهاني بن سالم بن مصلح الحارثي، وأيمن بن أحمد ذو الغنى الدمشقي، وابنه أحمد، ومحمود بن عبده الحداد، وجمعان بن مصبح سليم المذهالي، وعبدالرزاق بن موسى بن حسين الفيفي، وعادل بن محمد بن محمد بن منصور الباشا، وثامر بن قاسم بن محمد القاسم، ورشيد بن يوسف سياد، ووليد بن محمد يسـري بن إبراهيم أبو حليمة، وعيد بن عبدالرحيم عطية يوسف، وابنه معاذ، وتركي بن إبراهيم القعيضب، وعبدالله بن أحمد الفرحان، وسعود بن عبدالعزيز بن إبراهيم الجريد، وعبدالله بن عبدالعزيز الغيث، وهيثم العدوي علي فشفوش، وطارق بن عبدالرحمن الشبيلي، وعاصم بن علي بن حسن الزهراني، وعبدالرحمن بن عبدالعزيز المريفق، وعبدالرحمن بن أحمد بخيت السوداني، وفهد المجحد، وإبراهيم بن عوض بن حمد الخليفي، وبركات بن نايف الحربي، وبجاد بن مسفر بن حمدان العصيمي، وعوض بن حسين بن مغرم آل زيدان الشهري، وعبدالله بن زيد بن مسلَّم آل مسلَّم، وعلي بن حسن بن سيف اليماني، وعبدالملك بن مرشود العتيبي، وخالد بن ماجد الرشيد العمرو، وعبدالله بن عمر بن أحمد العمر، وعمر بن محمد بن إبراهيم شعبي، ومحمود بن علي محمود علي، وحسين بن محمد الخير بن حذيفة الأنصاري، وسامح بن محمود علي جعفر، وموسى بن محمد بن إبراهيم الموسى، وعدنان بن أحمد العمادي، وخالد بن سفر بن مسلط الغامدي، وحمود وعبدالعزيز ابنا عبدالله بن حمود التيجري، وحسين بن محمد سعد الشهراني، وناصر بن موسى الشملاني، وعيسى بن محمد القرعاني، وزياد بن مطشـر بن موسى العنزي، وعبدالرحمن بن الفضل أبو حذيفة اليافعي، وعبدالرحمن بن مكرم عبّود، وناصر بن صالح الزغيبي، وعبدالرحمن بن عبدالله الشهري، وإيهاب زين الدين، ومحمد بن خالد الشريمي، وعبدالله بن عباس بن صالح الظاهري، ووارث دين محمد، وعبدالله بن عبدالعزيز المزيد، ومحمد بن عبدالكريم الحميدي، وعبدالله بن راشد بن حمد الفضلي، ومحمد بن يعقوب الزامل، وناصر بن هزاع بن عواد المطرفي، ومشاري بن حمدان خويتم البلادي، ومحمد الأمين حاج يوسف، وفواز بن مقعد العتيبي، وعبدالعزيز بن سعود الجريد، وسعد بن عبدالعزيز المزيد، وعبدالله بن بلال بن محمود عدَّار الجزائري ــ حاضر في الرابعة ــ.. ومن النساء: حصة بنت محمد المساعد، ومريم بنت محمد الخلف (زوجتا الشيخ)، وبدرية، وآسية، وأسماء بنات الشيخ المسمع، وحصة بنت إبراهيم المساعد، ولولوة بنت ناصر الرسيني، وإسلام بنت جميل المغربي، ونجاح، وجمانة، ولين ــ حاضرة ــ (بنات القارئ أنس بن عبدالرحمن العقيل)، وخولة، وسمية، ولطيفة ورزان، وغيداء، وديمة ــ حاضرة ــ (بنات سعود الجريد)، ونورة، وفاطمة، ومريم ــ حاضرة ــ (بنات عبدالعزيز المزيد)، ونورة بنت عبداللطيف العقيل، وبشاير، ولمار - حاضرتان - (ابنتا فيصل النزهة).. هذا وسمع بعضَه جماعةٌ على الهاتف، ومنهم: ريم، وريانة ابنتا محمد بن هليل العصيمي، وعواطف بنت عائد بن مفلح العصيمي، وعبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله آل شيبان، وعبدالله بن حسين بن يحيى الأهدل، وعلي بن سلطان الأحمري، وعلي الشدادي المتقدم؛ فهؤلاء لكثير منه، وعبدالناصر، وحذيفة ابنا منير بن عبدالله أحمد، وأم عبدالناصر بنت المولدي فرحات، وأم عبدالرحمن بنت مصطفى، وعبدالرحمن بن جمال أحمد، وأم صفية بنت بشير عرجون، وصفية بنت الغربي بن عبدالله بن أحمد ــ حضوراً ــ وندى بنت عبدالمنعم الحاجب، وأم يوسف بنت سالم بريك، كلهم من فرنسا، ورضاء بنت أنور البويضاني، ويوسف بن عبدالحميد بن محمد النجار، ومحمد، وصالح ابنا عائد بن مفلح العصيمي، ونورة بنت عايد العصيمي، وأبو الفضل بن محمد بن عمر الليبي، ونورة بنت مسلم العصيمي، ونواف، وراكان، ونورة أبناء مسفر العصيمي، والجوهرة بنت عايد العصيمي، وهليل بن مفلح بن عايد العصيمي، ورزقاء بنت مسلم العصيمي، ونحا بنت هليل العصيمي، وغيداء بنت نوار العصيميوليالي بنت صالح بن هليل العصيمي، وعبدالعزيز بن هليل بن مفلح العصيمي، ورغد والعنود ابنتا نوار العصيمي، وعبدالرحمن ومحمد بن سهو العصيمي، وآخرون.. وكل إنسان مؤتمن على سماعه وتحديد مقداره، سواء كُتب في المحضر أو فات تقييد اسمه، لتعذر استيفاء الكل وقت القراءة.. هذا وقد تمَّت قراءة الكتاب بحمد الله ومنَّته في ستة وثمانين مجلساً مباركاً بدايتها ضحى الثلاثاء حادي وعشـرين ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة وألف، وختامها بعد صلاة العشاء ليلة الجمعة ثامن محرم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وألف في منزل الشيخ المسمع بحي الهَدَا الغربي في مدينة الرياض، وكانت [الصواب: وكان] جلّ المجالس فيه، وبعضها في مسجده المجاور لمنزله، واعتمد في القراءة على النسخة المحققة بدار التأصيل لصاحبها الشيخ عبدالرحمن العقيل ابن الشيخ المسمع.. وأجاز الشيخ المُسمع لكل من سمع عليه شيئاً من الصحيح بعموم ما يصح له بالشـرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر.. بارك الله في حياته، وأمده بعافيته وإحسانه.. وأنشد كلٌّ من الشيخين بدر بن علي بن طامي العتيبي، ومصطفى بن محمد مبرم اللودري قصيدة له في مجلس الختم.. والحمد لله على نعمة الإتمام، وله الشكر والثناء في البدء والختام، وكتبه محمد زياد بن عمر التكلة حامداً مصليّاً مسلّماً.. صح ذلك بفضل الله وتيسيره)).
قال أبو عبدالرحمن: هذا نموذج يكفي في العمر مَرَّة؛ لإحياء سيرة كريمة في تراثنا، وما زاد على ذلك مضيعة للعمر؛ فلا قيمة لقراءة بلا مذاكرة وشرح ومراجعة.. اللهم اغفر لسماحة شيخنا وارحمه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، والله المستعان.