سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت في العدد (14194) على طلب المؤسسات الخيرية للزواج الدعم، ومعلوم أن تأسيس عش بيت الزوجية يحتاج لدعم مادي ومعنوي، وربنا جل في علاه يقول {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (32) سورة النور، وهذا خطاب للمجتمع أن يسعى في تزويج العزاب من أفراده، فكم من راغب في الزواج تعوقه الحاجة الماسة، وكم من منتظر للزواج تمنعه الفاقة، وكم من متطلع للزواج والصعوبات تقف أمامه، لذا أفتى علماء الشريعة أن الزكاة تصرف لمن يرغب في الزواج لتيسير أموره، وإزالة ما يعترض طريقه، وليعلم أرباب الأموال فضل هذا العمل العظيم، ومن فعل هذا فهو يسهم في أمن المجتمع ويبني أسرة، ويجنب الوقوع في الحرام، ويصون الأخلاق، ويفشي العفة والحشمة، ومساعدة الراغب في الزواج تحقق له الاستقرار والاطمئنان النفسي، والزواج باب من أبواب الخير نفعه متعدد، حيث التناسل والتكاثر، وهو بحق تكافل اجتماعي، حبذا دراسة حالة الأعداد الكبيرة الراغبة في الزواج، والتي تقدم على طلب القروض من بنك التسليف، أو على المبرات في جميعات البر الخيرية، يعيقهم ارتفاع الأسعار وأزمة السكن، والتجهيز والتأثيث وقلة اليد، ولئلا يغرق الشباب الواعد في قروض البنوك، وتتراكم عليهم الأقساط المتعددة في ظل تجاهل حالاتهم وشدة معاناتهم، مطلوب التوسع في تحفيز الراغبين في الزواج لاسيما من الشباب، ودعم قنواته ومجالاته، إنها دعوة لأصحاب القرار وأرباب الأموال، أن ينظروا بعين الرحمة والشفقة، والعطف والرأفة، لحال الكثير من الراغبين في الزواج، في تقديم الدعم المادي لهم، أو مساندتهم في التأثيث وتجهيز هدية تتكون من (ثلاجة، فرن، غرفة نوم، غسالة،...) ولعل ما ذكر يسهم في تذليل العوائق أمامهم لتحقيق رغباتهم، أيها الراغب في الزواج لا تبتئس ولا تيأس، سيأتيك الفرج بأذن الله، فابذل الأسباب متوكلاً على مولاك جل في علاه.
سعود بن صالح السيف -الزلفي