|
الجزيرة - فن:
فتحت حلقة (إنتاج محلي) ضمن حلقات مسلسل (طاش 18) الماضي، الباب على مصراعيه أمام مستقبل وواقع الإنتاج الفني السعودي وما يعوقه من معوقات بشرية وطبيعية وعقول قد تصل في وصفها إلى الـ (الحجرية)، الحلقة استفادت من أحداث سابقة مثل أحداث مسرحية (وسطي بلا وساطة) التي حدثت في جامعة اليمامة ووفاة الممثل بكر الشدي - رحمه الله -، لكنها بالعموم تضع السؤال مطروحاً ومعلقاً صالحاً للزمان والمكان.
لطالما تساءل المشاهد ببراءة عن رخص الإنتاج في المسلسلات السعودية (كاملة) ولطالما ردد سؤال الـ (لماذا وكيف) تتم صناعة العمل السعودي خصوصاً الدراما التي تواجه جملة من العقبات تقف في وجه حركتها لتحولها من مياه جارية إلى بركة تركد فيها المياه.
المنتج السعودي يعاني من عدة أزمات أولها وأهمها المكان الملائم لتصوير المشاهد الخارجية أو الداخلية حتى وإن كان يملك بين يديه تصريحاً بالتصوير، فمثلاً حين يجد منزلاً لتصوير مشاهده يصطدم بأهل وزملاء وأقارب وجيران صاحب المنزل الذين يعطلون بحضورهم إلى موقع التصوير العمل وتزيد الساعات المفترضة 100% عدا الإحراج الذي يصادفه المنتج والممثلون وطواقم العمل من ضيق المكان والإحساس بمصيبة قد تحدث في أي لحظة.
وعلى سبيل المثال في مسلسل (طاش) الذي يرى كثيرون بأنه (مدعوم)، ثم نتساءل عن رخص الإنتاج حيث لا تتعدى مواقع التصوير مزرعة وكتب الهدف وبيوتاً يُقال إنها لأبطال العمل، والحقيقة أن قوة طاش جعلت الآخرين يتهربون من تقديم التسهيلات لهم أثناء التصوير حتى انعكست القوة إلى موقف سلبي ارتد على المسلسل الأكثر شهرة وقوة في الدراما العربية.
لدينا ما يُقال وما لا يُقال لكن آفة (اللقافة) في بعض السعوديين تعطل أيضاً العمل في المشاهد الخارجية، وما جاء في حلقة (إنتاج محلي)، هو حقيقة لم يبالغ فيها المسلسل بل جاء بها على (خفيف)، لأن الخافي أعظم وأكبر مما تناولته الحلقة.
كافة المنتجين السعوديين (سواسية) في حلقة (إنتاج محلي) التي جسَّدت معاناتهم كما ينبغي، وهي جاءت بـ (الوكالة) عنهم، فلطالما وقف طاش في وجه التصرفات الفردية أو الجماعية التي تعوق تقدم المجتمع، ولعل الفن لغة (إجبارية) تتحدث بها الشعوب ولا يمكن فصلها عن الإنسان.