هناك قواسم مشتركة بين المعلم الضعيف الأداء (من جهة)، ومضيفة الطيران ومذيع الأخبار في قناةإعلامية حكومية (من جهة أخرى). وللتفصيل في ذلك نقول إن المعلم المتميز الأداء هو الذي يوظف قدرته اللغوية وتعابير وجهه وحركات جسمه ونبرات صوته لكي يوصل رسالته التعليمية بنجاح إلى طلابه. في الغالب يفشل معظم المعلمين السعوديين في إيصال رسائلهم التعليمية إلى طلابهم بسبب كونهم يبعثون تلك الرسائل إلى طلابهم على طريقة مذيع الأخبار الحكومي، أو على طريقة مضيفة الطيران. مذيع الأخبار ليس أمامه أي مجال ليضع لمساته أو مشاعره الشخصية على الخبر الذي يقدمه للناس، فهو يقدم الأخبار كما هي مكتوبة أمامه تماماً وبنفس الوتيرة والنبرة الصوتية، بل لو أن المذيع استبدل المرفوع بالمنصوب لكان ذلك نقصاً في مهنيته، كما أن المذيع لا يظهر تعاطفه وتفاعله مع الخبر الذي يقدمه، فهو يقدم خبراً عن زلزال مدمر قتل الآلاف بنفس النبرة والمشاعر التي يقدم بها خبراً عن هطول أمطار في عفيف بعد جفاف. وبالمثل نقول إن أداء المعلم الضعيف يشابه أداء مضيفة الطيران، مضيفة الطيران تقدم للمسافرين معلومات خطيرة ومخيفة دون أن يظهر على وجهها ومشاعرها أية تعابير تكشف عن حرصها وقلقها على حياة المسافرين، بل هي تقدم المعلومات نفسها دائماً حتى لو كان جميع المسافرين يغطون في نوم عميق، أربأ بمعلمينا أن يكون هذا هو أسلوبهم في التواصل مع طلابهم.