لازال التشكيك يأخذ حيزا من اهتمام الرأي العام حول تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة بعد مرور عشر سنوات على الهجمات التي أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص.، التشكيك أو نظرية المؤامرة لم تخب يوما في الأحداث الكبيرة التي هزت العالم، وهذا الحدث الضخم هو واحد منها، ورواج النظرية لم يبق عربيا، لكنه أمريكي وغربي أيضا.
بي بي سي نفذت استطلاعا للرأي خلص إلى أن 14 في المائة في بريطانيا و15 في المائة في الولايات المتحدة من المستجوبين لا يؤمنون بالرواية الرسمية التي قالت: إن تنظيم القاعدة هو الجهة المسؤولة عن الهجمات، ويعتقد هؤلاء أن الإدارة الأمريكية السابقة،كانت ضالعة على نطاق واسع في الحادثة.
على الرغم من ظهور تقارير رسمية مطولة، كما التحقيقات التي أجراها الكونجرس والعديد من التحقيقات المستقلة التي لم تخلص إلى وجود أي مؤامرة.
المؤامرة لدينا مرتبطة دوما ببحث الغرب عن أسباب استعمارية ولبسط المزيد من النفوذ بطرق جديدة ومبتكرة، لكنه لدى المواطن الغربي يأتي بسبب عدم تخيله لقدرة أسامة بن لادن وشباب بتسليح عادي، تدربوا في جبال أفغانستان لضرب أقوى دولة في العالم، كما تقديرهم للقوة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية التي يصعب أن تنفذ دون علمها عمليات هجومية على الأراضي الأمريكية وبهذا النحو الضارب، واختطاف أربع طائرات تجارية ثم في غضون 77 دقيقة نجحوا في تدمير ثلاثة من رموز القوة الأمريكية. هل يعقل أن الحكومة وأجهزتها الأمنية التابعة لها التي ينظر إليها على أنها الأهم تضرب من قبل مجموعة صغيرة؟!.
ثم تنطلق من ذلك في تركيب وسرد أسطورة المؤامرة، ويتمكن صحفي مؤمن بالنظرية من إصدار كتاب يجمع خيوط الشك، وبالطبع يتلقفها بعض المصدومين البحثيين عن أي شيء بخلاف الرواية الرسمية.
لكن من استطلاع الرأي الذي أجرته بي بي سي يؤكد أن نظرية مؤامرة بشأن تلك هجمات لن ينقطع وسيتواصل لمدة ليست بالقصيرة. بل وحتى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو محل تشكيك لدى بعض.
ثم لاننسى البحث اليوم عن سبب غامض للثورات العربية، قبل أن تبنى نظرية المؤامرة الجديدة وتنسج خيوطها،خصوصا من قبل أولئك الذين لم يشاركوا بها أو يختبروها.
إذن تلك الأحداث كذبة!، لكن لا يمكن للمتفرغين لنظرية المؤامرة معرفة أين أصبح العالم اليوم بعد مرور 10 سنوات، حيث لا زالوا مشغولين بالبحث عن خيوط تؤكد نظريتهم، فيما العالم يتخذ مسارات جديدة، ومبهرة أحيانا.