لا يبلُغ المرء منتهى أرَبه
إلا بعلم يَجدّ في طلبه
فَأْوِ إلى ظلّه تعش رغَداً
عيشاً أميناً من سوء مُنقلبَه
واتعب له تسترح به أبداً
فراحة المرء من جَنى تعبه
ولذّة العلم من تَذَوَّقها
أضرب عن شهده وعن ضَربه
وأن للعلم في العلا فَلَكاً
كل المعالي تدور في قُطُبه
فاسعَ إليه بعزمِ ذي جَلَد
مُصمّم الرأي غير مضطربه
أبيات جعلتها نصب عيني، وكم لحنتها وأنا أنسج في مخيلتي أحلامي الجميلة، فما أنا إلا فتاة تحب الحياة، تعشق التحدي، ترى أن الحياة توزع هداياها بسخاء، فسُلَّم المجد من حق الجميع صعوده، ولكنَّ لكل مجتهد نصيباً؛ لذا احلم، واحلم إلى أن تصل لحد ترضى فيه عن نفسك، ثم اجعل من الحلم هاجساً تسعى له بكل حواسك، وعليك أن تصحب معك في مشوارك حب التعلم والمعرفة. كن فضولياً لك لسان سؤول وقلب عقول، ومن يطلع على أسرار نجاح الأمم الأخرى يجدها في امتلاكها هذه الصفة؛ فهُمْ يسعون للتعلم بشتى الوسائل، وبقدر اجتهادهم ينالون.
وما أريد أن أوصله لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة هو شعور قد يشاركني فيه الكثير، ولكن من حمل همّ التغيير قليل. شعوري هو عندما أمسك الخريطة، وأجول بنظري، وأرى دولة صغيرة في حجمها كاليابان بلغت في التطوُّر مكانة عالية، والأمثلة غيرها الكثير، وأجول في عالمنا العربي الذي قد يفوقها مساحة وموارد، ولكن!!.. هنا محل الألم، هنا ينتابني الحزن، لا تعطوني مبررات؛ فهذا الشيء الذي نجيده نحن العرب (الشماعة موجودة)، بينما الحل بسيط، فالله أعطانا عقولاً بها نسعى لعمارة الأرض، أم هل يا ترى عقل الأمريكي والياباني والروسي يحوي شيئاً مفقوداً في عقول العرب؟!!
لن أُكثر العتاب؛ فأنا أعلم جيداً دوري. لن أكون ممن كان سبباً في تخلفك يا أمتي، وأعظم ما أقدمه لك أحلامي التي رسمتها، ولن أنتظر عصا سحرية لتغيير الواقع، بل الآن الآن نبدأ العمل.
- الجوف