يحق لي ولكل مواطن سعودي أن يفخر بما حققه الوطن من إنجاز في محاربة الإرهاب وأصحاب الفكر الضال، بل ونزهو فخراً حين نعلم أن تجربتنا في إعادة من غرر بهم إلى جادة الصواب قد نجحت بكل المقاييس، فأضحوا مواطنين صالحين في حين كانوا حربا على الوطن وأهله.
وحين نستعرض الجهود التي بذلت لتحقيق هذا النجاح نجد أن خلفه رجال نذروا أنفسهم في خدمة الوطن حتى لو كان ضريبة ذلك السهر والتعب والإجهاد الدائم، بل وحتى الروح، فالقضية التي يعملون من أجلها قضية أمة وقضية أرض لا مجال للمساومة عليها مهما كانت الضريبة المدفوعة لذلك.
ومن أولئك الرجال الذين حققوا نجاحا وانتصارا في محاربة الإرهاب يأتي مهندس الأمن سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، فقد بذل سموه ومازال يبذل جهدا جباراً ويسهر الليل يتبعه بالنهار في خدمة أمن الوطن، ويكفي أن نعلم أنه تعرض لمحاولة اغتيال كونه كان يقف بكل حزم في وجوه أصحاب الفكر الضال، وكان لتوجيهاته وبعد نظره أثرا كبيرا في ردع أولئك الضالين، حتى وجدوا أن لا سبيل لاستمرار إرهابهم إلا بالتخلص من هذا الرجل، لكن الله كان معه ومع الحق فحماه الله ونجاه ليكون ذلك إشارة وعلامة على صدق توجهه وسمو المبدأ الذي يعمل من أجله.
لكنهم مكروا ومكر الله والله خير الماكرين فباءت محاولتهم بالفشل وتخلصنا خلال محاولة الاغتيال تلك من إرهابي باع دينه ووطنه وروحه في سبيل الشيطان.
إن روح الشباب التي يتحلى بها سمو الأمير محمد بن نايف تجعل منه قدوة لكل شاب سعودي، فبين حزمه في وجه من يدبر للوطن مكيدة وبين رحمته مع من عاد إلى رشده واتبع طريق الصلاح.
فهاهو يقابلهم ويتحدث معهم كإخوة وأصدقاء له، بل ويكرمهم ويسدد ديونهم ويتكفل بتزويجهم ويحضر تلك الزواجات، كل ذلك تقديرا منه لعودة من عاد إلى الطريق الحق، وأزال من فكره براثن الشيطان وأعداء الوطن، وإيمانا منه بأهمية احتواء هؤلاء الشباب ليقفوا بعد عثرتهم، وليعودوا إلى ما كانوا عليه من سلامة الفكر والمعتقد.
و بلاشك فمن الصعب أن يكون الإنسان حازماً ورحيماً في وقت واحد، فمثل هذه الشخصية تحتاج إلى روح إنسانية عالية وإلى محب لوطنه حبا يضحي من أجله بروحه وكل ما يملكه.
وبفضل الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وللدور الرائد والرائع من لدن رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ظهر لنا مهندس الأمن سمو الأمير محمد بن نايف، فأصبحت إستراتيجيته في التعامل مع القضايا الأمنية وأصحاب الفكر الضال مدرسة تطلبها العديد من الدول كسياسة ناجحة في تحقيق الأمن، ورد أصحاب الفكر الضال إلى رشدهم؛ بل إن برنامج المناصحة الذي أسسه سمو الأمير محمد بتوجيه كريم من سمو الأمير نايف بن عبد العزيز أضحى نموذجا تشيد به كافة المراكز البحثية والعلمية المتخصصة بما حقق من نجاحات مسبوقة، حتى أن الكثير من دول العالم المتقدم أخذت به منهجا في التعامل مع الإرهابيين لديها.
لقد كان الاعتقاد السائد بأن من ضل عن الطريق الحق فإنه لا يعود إليه مرة أخرى، لكن سمو الأمير محمد بن نايف غير تلك المعادلة فأعاد بفكره وسياسته الحكيمة الكثير من الضالين إلى صوابهم، بل وجعل منهم بناة وطن بعد أن كانوا معاول هدم.
إن أجمل ما يعجبني في مهندس الأمن سمو الأمير محمد بن نايف هو ذلك الهدوء الذي يدل على الحكمة والروح المعنوية العالية والثقة بالنفس التي يتحلى بها حفظه الله، وبالتأكيد فقد اكتسب تلك الصفة من والده صاحب سمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ذي السمت والحكمة، فلا تمله إذا تحدث وتعجب من صمته لكنك تقرأ في صمته حديث الروح وكأنه يتحدث إليك.
لقد أصبحت شخصية سمو الأمير محمد بن نايف هي الشخصية التي أفاخر بها في حلي وترحالي، حتى أن أحدا ممن التقيتهم في إحدى سفراتي كان يتحدث بإعجاب شديد عن سمو الأمير محمد بن نايف، وكان يمني نفسه بأن يكون كل المسئولين العرب بنفس شخصية سموه حفظه الله، بل لم أستغرب - وإن كان الأمر غريبا - حين كنت في رحلة إلى دولة سيرلانكا والتقيت بأحد السرلانكيين، وحين سأل عن جنسيتي وأخبرته بأني من السعودية، قال لي مباشرة بأن لديكم مسؤول رائع اسمه الأمير محمد بن نايف، فأخذ يشكر في سموه ويصفه بأنه أفضل شخص عربي استطاع أن يردع الإرهابيين، فحين انتهى من حديثه قدمت له هدية قيمة تقديرا مني لما قاله في حق سمو الأمير محمد.
فالحمد لله أن سخر لهذا الوطن العظيم رجالا عظماء كأميرنا الشاب المحبوب مهندس الأمن الوطني الأمير محمد بن نايف.
وختاما أقول بيض الله وجهك سمو الأمير، وما قصرت وفالك الخير كله والأمن والأمان، لقد رفعت رؤوسنا بين الأمم، وكنت وما تزال نموذجاً يحتذا به.
لقد أحببناك بقدر ما أحببت وطنك فكنت ومازلت قدوة لنا نتعلم منك، ونفخر بأن نكون من خريجي فكر جامعتك.
بوركت أميراً شاباً وبورك أباً نشأت في كنفه وبوركت أسرة شريفة أنت منها.
- أخصائي نفسي