عندما نتحدث عن الحياة الزوجية فإننا نتحدث عن ركيزة عظمى من ركائز الحياة المتعددة وشريان من شرايين الحياة والحب والصفاء.. والحياة الزوجية تكتمل سعادتها باكتمال كل رموز الأسرة من زوج وزوجة وأبناء، فبهم تكون الحياة جميلة ترفرف على أركانها كل مقومات النجاح.. ومن ابتعد عن هذا الجو الأسري فقد اختار العيش في عزلة وقد حرم نفسه أجواء المحبة. وللأسف الشديد أن الكثير من شبابنا وشاباتنا قد اختاروا البعد عن هذه الحياة بأعذار واهية زينها لهم الشيطان.. فالكثير منهم فاته سن الزواج ودقت العنوسة الكثير والكثير من بيوتنا بحجة أو بدون.. فقد حث الإسلام على الزواج بما فيه من استقرار نفسي وعفة وكذلك الإحساس بطعم الحياة.
قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، ففي هذا الحديث الكريم نرى أهمية الزواج والترغيب فيه.. لما فيه من مرضاة للرب - عز وجل - والاستقرار للإنسان في حياته قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)، (38) سورة الرعد. وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، من هذه الآيات الكريمة نرى مدى أفضلية الإسراع في أمر الزواج لما فيه من فضائل أقلها العفاف وتكوين أسرة عاملة يغمرها كل أنواع الحب والصفاء.
وفي هذا الموضوع أريد أن أتعرض لعنصر مهم في الأسرة وهي الزوجة وكيف تستطيع أن تحافظ على زوجها وبيتها حتى لا يكون هنالك تفكك أسري تدفع الأسرة ضريبته من الاستقرار إلى التفكك وما يلحق ذلك من تشريد وضياع لكل أقطاب الأسرة.. وسوف أتحدث عن بعض الأسس في الحفاظ على الزواج والبيت وهي عناصر ملموسة ولا تكلف الزوجة أي مجهود أو بذل مال، فعلى سبيل المثال وليس للحصر.. يجب أن تدرك الزوجة أن هنالك حقوقاً وواجبات أمر بها الدين الحنيف والسنة النبوية.. فهنالك أمور تساعد الزوجة على الحفاظ على بيت الزوجية وجعله روضة غناء وواحة خضراء... فهذا هو محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام - يقول لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - (اني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولين ورب إبراهيم وعندما تكوني راضية عني تقول ورب محمد) هل رأيت أيتها الزوجة التآلف الأسري والتوافق الفكري في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي الأثر أوصت اياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت: «فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا طيب ريح». لذا يجب على الزوجة أن تدرك أن زوجها يريد أن يراها في أحسن حال وأنظف مظهر وأجمل رائحة.. وأن لا تقابله في ثياب المطبخ أو رائحة الأكل عليها ثم يجب عليها أن تعرف الوقت الذي يخرج فيه من عمله فتتجمل وتتهيأ بأحسن مظهر وأطيب رائحة وأن تسبق ابتسامتها خطوتها لاستقباله. يجب عليك أيتها الزوجة أن تكوني زوجة وصديقة فإن أحبك كنت له أجمل النساء. إياك أن تقابليه عند قدومه إلى البيت سواء من عمله أو سفره بالتشكي أو بعرض طلبات البيت وأن تبتعدي كل البعد عن ما يكدر صفوه، فهو بعد عناء عمل أو مشقة سفر كوني له أنيسة لوحدته واجعليه ينسى كل مشكلاته وتعبه خارج البيت.. وعندما تريدين أن تناديه بأحب الأسماء إليه وأفضلها. عليك أن تنظري إلى محاسنه قبل عيوبه فكل إنسان له محاسن وعيوب.. لا تبخلي على زوجك بحنانك وأنوثتك فالرجل يذوب بأنوثة المرأة، وتتجلى الأنوثة في رقة الكلام واختيار الملابس وتجديد مكياجك وتسريح شعرك واحترسي من لسانك عند الغضب فعليك أن تصمتي وابتعدي عن مكان النقاش والجدل، فالمرأة حين تغضب تلدغ زوجها في مناطق ضعفه وهذا قد يكون سبب حقده عليها أو التفكير بزوجة أخرى، ولتدرك أن الرجل إذا حقد صعب أن يرضى بسهولة. لا تحاولي أن تذكري أهله وأقاربه بسوء ولو كانوا كذلك. اجعلي من نفسك مرشدة ومعلمة واجعلي حبك له وعائلته طريقا للوصول إلى قلبه ادفعيه إلى البر بوالديه وذكريه أن بره بوالديه سوف يكون انعكاساً حسناً على بر أبنائه في برهم.
dr ali000@hotmail.com