|
كتب د. محمد الثويني في كتابه «الأسرار التسعة في تربية الأبناء» عن رفض المراهق للنقد والتوجيه المباشر، حيث وضح: أنّ هذا الأمر طبيعي جداً في هذه الفترة، فالشخص في هذه المرحلة ناقد لذاته، فيكون بذلك متعباً أصلاً من النقد المباشر ولا يكون هذا دائماً، ولكن في أغلب الأحوال، فعلينا بالنقد غير المباشر كأن نسأله عن رأيه في مسألة خاطئة يمارسها هو وننسبها إلى غيره، فقد يعلم أننا نقصده هو وسيبتسم ويتقبّل الموضوع بهذه الطريقة، وهذا لا يعني أن نلغي التوجيه المباشر، لكن يجب علينا أن نفهم نفسية الشخص الذي نتعامل معه وما يتناسب معها، فقد سألني أحدهم قائلاً: «هل من الممكن أن تقول لي الأمور السلبية لديّ وكيف يمكنني أن أتعامل معها؟ «فما كان مني إلاّ أن قلت له: «يا بني اعمل على إيجابياتك واترك الأمور السلبية الآن، فمن الخطأ أن تنظر إلى السلبيات وتترك الإيجابيات «، فلا تجعل أولادك أو مدعوّيك يأخذونك إلى عالمهم، بل حاول أنت أن تأخذهم إلى عالمك، وأحسن وسيلة من وسائل التخلص من العادات السلبية، هي اللجوء إلى العوالم الشخصية، وأقصد بالعوالم المواقف الحالات التي يكون الإنسان فيها مختلياً مع ذاته في حالة من التأمُّل والنشوة والانشراح.
إنّ الإنسان في هذه المرحلة يرفض النقد المباشر ويتقبّل النقد غير المباشر، إلى أن ينضج فيصبح قادراً على تقبّل النقد المباشر، فمن الممكن أن أمهّد له فأقول: « لو سمحت يا بني لديّ بعض الملاحظات أود أن أوجهها لك، فمتى تريد أن نجلس ونتناقش في هذه الأمور؟» وعندما توجّه له الملاحظات يجب ألاّ يكون كل كلامك عن السلبيات، بل يجب أن تورد بعض الإيجابيات لكي يستطيع أن يستمع لك وحتى يكون متفائلاً.