ذهب شاب غني، في مقتبل العمر وزهرة الحياة لاجئاً إلى حكيم البلدة قاصداً الاستفادة من حكمته علّها تنير له دربه. رحّب به الحكيم وأخذ بيده ليقفا أمام نافذة البيت، وسأله الحكيم:
- «ماذا يمكنك رؤيته من خلال زجاج النافذة؟»
- «لا شيء ذا بال، أناس يغدون ويروحون، وهناك رجل أعمى ماداً يده يستجدي المارّة «.
عندها يلتفت الحكيم ليريَ الشاب مرآة عريضة كانت بالغرفة، قائلاً:
- الآن اذهب قبالة هذه المرآة، وقل لي ماذا يمكنك رؤيته؟
تعجّب الشاب وردّ: « أرى نفسي «.
« صدقت، لا يمكنك أبداً رؤية الآخرين. تأكد أنّ كلاً من النافذة والمرآة مصنوع من نفس المادة، الزجاج، ولكن زجاج المرآة مغلّف بطبقة رقيقة من الفضة لا تجعلك ترى غير نفسك.
حاول معرفة لأي نوعيْ الزجاج تميل نفسك.
إنْ كانت فقيرة ملؤها زجاج التواضع فيمكنها رؤية الآخرين والشعور بالمودة نحوهم، وإن كانت غنية ملفوفة في طبقة من فضة، فلن ترى غيرها.
وستبقى طوال حياتك لا تساوي شيئاً مادامت طبقة الفضة تغشي عينيك وتحول بينك وبين رؤية الآخرين.»