في مطعمِ راقٍ كان لقاؤهما، كل شيءٍ هنا مختلف؛ فالضحكات، والنظرات، وحتى الهمسات مختلفة، لغة العيون - وإكليل الزهور حاضِرين أيضاً.
الأشجار الخضراء، والديكور، ورائحة المكان، الإضاءة الخافتة، والموسيقى الكلاسيكية كفيلة بخلق جوٍ من الوئام.
جلس أمامها وبدا منشغلاً بقراءة رسالة واردة، أما هي فشبكت بين أصابعها، ومظهر التوتر بادٍ على ملامحها.
نادى الجرسون (النادل) وطلب مشروباً، بعد أن مال برأسه يسألها عما تريد، مرتْ ثوانٍ وهو يحاول مط شفتيه كمن يريد أن يقول شيئاً، لكن رنين هاتفه المحمول أنفذه من الموقف.
عشرين دقيقة من الحديث المتواصل، بدأت تضرب بأطراف أصابعها الطاولة، وعندما رأته مسترسلاً لا يلوي على شيء أخرجت البلاك بيري ولم تمنع نفسها من الدردشة.
أغلق السماعة بعد أن حضر العصير، مدت يدها لتأخذ مشروبها، وإذ به يشعل سيجارته، لتظللهما سحابة دُخان قذر، بدأت تسعل وعيناها تدمعان، أخرجت منديلاً لتضعه على فمها، بعد أن شرب صاحبنا العصير بنفس واحد، ثم انتصب واقفاً يشير إليها بساعته، قامت تسير خلفه تائهة الخطى، التفتت إلى الطاولة التي لم يمهلها الوقت لترتشف ما فيها، خرجت يتأبط ذراعها رجل شرقي بلا إحساسٍ أو أدنى مشاعر!
- الرياض