|
جدة ـ عبدالله الزهراني:
قال المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري بان، مظاهر العيد تحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تتميز بها منطقة مكة المكرمة والتي يمتد بعضها إلى عشرات السنين وما زالت محل احترام وتقدير كبيرين، مشيراً إلى أن للعيد قديماً في مدينة جدة بهجة خاصة ومميزة ففيها عادات اندثرت منذ زمن ومنها باقي حتى حالنا اليوم.
هلال العيد
حين الإعلان في التلفزيون أو في الإذاعة عن ثبوت هلال العيد، إلا والفرحة تملأ أرجاء البيت الحجازي ويصبح البيت كالخلية، فتقوم ربة البيت بتنظيف المطبخ والبيت بشكل كامل وذلك بعد شهر من طبخ ما لذّ وطاب، وبعدها يتم عمل الدبيازة (طبق شعبي معروف عند أهل الحجاز يتم عمله في عيد الفطر فقط) وهو عبارة عن مكسرات تحمر مع الزيت ثم يضاف لها قمر الدين والماء والسكر وتطبخ لأكثر من ساعة ويكون مثل المربى، إضافة إلى الحلويات المعروفه مثل اللدو واللبنية والهريسة وغيرها.
استقبال العيد
أما رب الأسرة وكبيرها فيذهب قبيل صلاة العيد لشراء لوازم إفطار العيد، فالكل في شوق لأكل الجبنة والزيتون والحلاوة الطحينية والمربى والقشطة والمخللات والبيض بمختلف أنواعه بعد شهر كامل من الحرمان، كما يخرجون زكاة الفطر، بعدها يتم تجهيز الكبار والصغار بلبس العيد للبنات وهو الفستان، والأولاد لباسهم الزي السعودي من ثوب وغترة وعقال وهناك من يحب لبس البشت أو الدقلة وغيره.
صلاة العيد
وعند الفجر يستعد أهل المنزل فيتم تبخير البيت وأهل البيت ببخور العود وأجمل العطور إستعداداً للذهاب للمشهد أي مصلى العيد، ويخرجون وقد أكلوا تمرات، وتراً اقتداء بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وهي دليل على إن الناس فاطرون وليسوا صائمون، فتخرج كل أسرة بأهل بيتها والفرح يغمرهم، ساعين لأخذ الهدايا.. سائلين الله أن يتقبل منهم رمضان، فمنهم من يصليها في جدة ومنهم من يتوجه إلى مكة من قبل الفجر لحضور صلاة العيد في بيت الله الحرام والعودة لجدة مرة أخرى.
مراجيح العيد
وبعد العودة من أداء صلاة العيد بجدة، يخرج الأطفال بأجمل ملابسهم فرحين بهذه المناسبة السعيدة، ويلعبون في براح جدة المختلفة، مثل: برحة المظلوم وبرحة العيدروس وبرحة الشام وغيرها من البراح المعروفة قديماً، ويمارس أطفال جدة اللعب مبتهجين بالعيد، منها لعبة « التدرية «، أو «المدريها» وهي لعبة تشبه ألعاب الملاهي الحديثة (المراجيح)، إلا أنها كانت تصنع من الخشب ويستمتع بها الأطفال كثيراً لأنها كانت اللعبة الشعبية الوحيدة المتوافرة للأطفال والشباب.. خاصة أنه كان يمكن أن يلعب أو «يتمدره» شابان وكل منهما يتحدى الآخر ويحاول أن يتعدى من جهته «المداد» أثناء اللعب.
أهازيج الفرح
وكانت هناك بعض الأهازيج الشعبية المصاحبة للعبة «التدرية»، والعيد الذي كان يقام في البرحة التي كانت موجودة أمام مسجد الحنفي وكان يعرف بعيد الشام، بالإضافة إلى عيد الفلاح أمام مدارس الفلاح، وكان قديماً يسمى بعيد الكدوة، وكانت الألعاب هي الألواح الخشبية والأعيقلية والشبرية وألعاب الصناديق بالإضافة إلى بسطات البليلة والحمص والآيسكريم، وبالنسبة لعيد الفلاح لايزال موجوداً حتى يومنا هذا بالعيدروس.
عادات باقية
ومن ضمن هذه العادات الموروثة عاده الفطور أول أيام عيد الفطر المبارك ويضم جميع أفراد الأسرة في بيت الجد أو الجدة أو كبير الأسرة بعد صلاة العيد حول سفرة واحدة لتناول طعام الإفطار. ومن أهم الأطباق التي كنا نحرص على وجودها في المائدة «الدبيازة « التي تتكون من بعض الفواكه الجافة بالإضافة إلى أطباق متعددة ومتنوعة من الأكلات الشعبية إلى جانب «التعتيمة» التي تتكون من حلاوة اللدو واللبنية والهريسة بالإضافة إلى الجبنة بأنواعه والزيتون بأنواعه والمربات والأمبة للتحديق والحلويات الجميلة مثل اللدو واللبنية والحلقوم وغيرها.