جدة - صالح الخزمري
انتقل الى رحمة الله الكاتب والصحفي القدير الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعد معاناة مع المرض. وقد قضى -رحمه الله- أكثر من نصف قرن في خدمة الصحافة السعودية، حيث يُعَدُّ من المؤسسين لها، وقد تخرَّج على يديه العديد من القيادات الصحفية.
وقد عبَّر عدد من الإعلاميين وخصوصاً من جمعهم الهَم الصحفي عن حزنهم العميق لفراق الراحل:
- بداية عبَّر الأستاذ عبد الله خياط – الصحفي والأديب المعروف – عن حزنه العميق لفقد الراحل، سيما وأن مشوارهما الصحفي امتد لأكثر من خمسين عاماً مع العلم أنهما لم يعملا سوياً. وقال: سعدت بصداقته، واليوم أحزن لفراقه، وكنت أتابع رحلته العلاجية الطويلة وسفره إلى أمريكا ثم عودته إلى المملكة.
وأضاف: لا شك أن الراحل مثقف كبير، وأستاذ مجموعة كبيرة من الصحفيين من أبرزهم هاشم عبده -هاشم رئيس تحرير عكاظ الأسبق- وآخرون أصبحوا رؤساء تحرير فيما بعد.
كاتب إسلامي واجتماعي متميز، وذو أخلاق عالية، يحرص على الحضور الاجتماعي، ورجل متميز ويُعدُّ من المؤسسين للصحافة السعودية، وقد رأس التحرير منذ أكثر من خمسين عاماً، رحمه الله رحمة واسعة.
- ويستجمع د. هاشم عبده هاشم -رئيس عكاظ السابق- قواه ويقول: مهما تحدثنا عن الرجل فهو رمز فكري، ورمز إعلامي، ورمز أخلاقي، من يعرفه يعرف فيه تدينه، ومن يعرفه يعرف فيه مهنيته، ومن يعرفه يعرف فيه الكثير من القيم التي بثها في كل من عرفه ومن حوله.
ويضيف هاشم إن صلاح الدين عندما يؤرخ للصحافة الحديثة في هذه البلاد وبالتحديد بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية سنة 1383هـ يدرك بأنه من الرجال الذين وضعوا لبنة العمل المهني بدءاً بعمله في جريدة الندوة ثم جريدة المدينة التي أعطاها كل ما لديه فكراً واهتماماً بالناشئة وصناعة جيل أسس لمهنة محترمة في الوقت الراهن.
ويضيف: أذكر أنني عملت أنا وأخي أحمد محمد محمود والسباعي وعدنان طاشكندي معه، وكنا نجلس أمام قيمة علمية وأخلاقية تعلمنا منه الكثير، علَّمنا كيف يُكتب الخبر وكيف يُكتب التحقيق، وكيف تُعد المقالة وكيف يُحتَرَم المسؤول، وكيف نَبحثُ عن المعلومة وكيف نحقق المصداقية.
- د. أنور بن ماجد عشقي - رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية - عبَّر عن الحزن وقال: فقدنا أخاً عزيزاً غالياً، كان كثيراً ما يرتاد ندوتنا، وكان له رأي حصيف، بالإضافة إلى أنه كان شديد الحساسية لا يحب أن يؤذي أحداً.
وأضاف عشقي: أستطيع القول إن هناك العشرات بل المئات من الإعلاميين نهلوا من تجربته الطويلة، وقد أثَّر في الصحافة السعودية تأثيراً جيداً على عدد من المستويات. حيث كان يعد المقالة القصيرة وهي الأسلوب العصري وكان غيره من العمالقة لم يتمكن منها. كما أنه علمنا الكثير من الوطنية في الكتابة وكيف نوجه الكتابة لخدمة الوطن وأهداف المملكة.
بهذا نقول إننا فقدنا أخاً عزيزاً، رحمه الله رحمة واسعة.
- الأستاذة دلال عزيز - مديرة البرنامج الثاني بإذاعة جدة- أشادت بالراحل وقالت: إنه رجل فاضل، ووفاته في هذه الأيام آخر شهر رمضان من حسن الخاتمة. وأضافت: الذي أعرفه أنه عمل مع والدي -رحمها الله- أثناء تولي الوالد رئاسة تحرير جريدة المدينة، وكنت أسمع من الوالد أنه دمث الخلق ومنظم ومتدين، وعلى قدر كبير من الخلق والاحترافية في العمل، إضافة إلى أنني زاملت زوجته السيدة صفية با جنيد وهي كذلك من المدرسة نفسها.
أما التواصل فلم يكن بيننا تواصل إلا لقاء او لقاءين في الإذاعة.. من يتحدث عنه ليس فقط كونه إنساناً وصحفياً وصاحب قلم نظيف، ولكن كمسلم. وعزائي الشديد لزوجته صفية باجنيد ولابنته سارة المحررة في العربية وكل أسرته.
- الأستاذ عبد الله الشريف - الكاتب المعروف- قال: لقد كان الراحل علماً في فنه أستاذاً في الصحافة، تخرج على يده الكثير من الصحفيين، وكان حاضراً دوماً بشكل مباشر أو خلف مطبوعاته وهم من أكثر من نصف قرن يحمل قلماً، وكان يعلن عنه قلمه، وقد دافع عن أمته يحمل فكراً إسلامياً معتدلاً وعلاقاته الإنسانية واسعة ومميزة.
كان صمته من ذهب، ونطقه حكمة، وكان دمث الأخلاق ظل زمانه كله إلى الصمت أقرب ولكنك تجد عنده الرأي السديد رسم علاقته الأسمى بربه، إنه أبا عمرو -رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته.
الدكتور سامي المهنا الصحفي والإعلامي المعروف تحدث قائلاً بوفاة الأستاذ محمد صلاح الدين تفقد الصحافة السعودية واحداً من أبرز المخلصين لها فقد كان رائداً في العمل الصحفي أعطاه خلاصة جهده ووقته ولا ننسى نحن أبناء هذا الجيل من الصحفيين أننا تفتقت أذهاننا على كتابة محمد صلاح الدين وربما كان السبب في دخول الكثير إلى بلاط مهنة صاحبة الجلالة. ومن يعرف صلاح الدين بلا شك سيحس بالأسى لفقده فقد كان أستاذاً وإنساناً وزميلاً طيباً، وصاحب مبادرة أسهم في تأسيس العديد من المؤسسات الإعلامية، وكان مسخراً قلمه للحديث عن الكثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية التي أسهم من خلال كتاباته في تصويبها.. ومهما تحدثنا يظل بعض الرجال فوق كل ما قد يقال. فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.