من جديد يؤكد السعوديون قيادة وشعباً بأنَّهم الأكثر شعوراً بالمسئولية وبالمشاركة الوجدانية مع أشقائهم وأصدقائهم في وقت المحن، فقد حققت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإغاثة الشعب الصومالي أهدافها الخيرية النبيلة بجمع أكثر من 202 مليون ريال سعودي، حيث تتابع السعوديون رجالاً ونساءً وحتى الأطفال إلى أماكن التبرع ليجودوا بما وصلت إليه أيدهم لدعم أشقائهم الصوماليين، وقد عزز السعوديون استجابتاتهم إلى نداء مليكهم عبدالله بن عبدالعزيز بتعاطفهم وتلبيتهم لنداء المليك وإحساس ضميرهم متجاوبين مع واجبهم الإسلامي والإنساني. فالكارثة الصومالية لا تمثل لدى السعوديين مجرد كارثة إنسانية، بل هي شاهد حي على أزمة ضمير لكل عربي ومسلم حقيقي خصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي يرفل معظم المسلمين خلاله بمظاهر الترف والرفاهية وأمامهم الموائد العامرة بالطعام بينما يموت الملايين من أشقائهم لأنهم ببساطة لا يجدون ما يأكلون ولا يجدون ماء يشربون ولا دواء يعالجون به أمراضهم التي تكالبت عليهم، بعد أن نفقت مواشيهم وجفت أراضيهم وتقطعت كل السبل بهم.
إن حسن توقيت إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الصومالي مع بدء العشرة الأوخر في شهر رمضان الفضيل أشعل مشاعر التآخي والشعور بالمسئولية وبمشاركة جميع السعوديين الذين لم يتخلفوا عن أمر خير دعاهم إليه قائدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دائماً وأبداً يضع مصالح وخدمة المسلمين في مقدمة اهتماماته.