ورحل ياسر القناص والكاسر، وكما قال قبل الرحيل سوف يتذكر الهلال في كل مكان لأن الهلال في قلب هذا الشاب الذي أتى من نادي القادسية بعد أن برزت مواهبه الكروية وانضم لنادي الهلال برغم تنافس بعض الأندية على ضمه لصفوفها وخاصة نادي الاتحاد الذي بذل جهوداً جبارة لضمه وبمبلغ تجاوز الأربعين مليون ريال إلا أن ياسر فضل الهلال وبمبلغ أقل من ذلك وكما قال قبل التسجيل، إنني أعشق الهلال منذ الصغر ولن أذهب إلى غيره.
بدأ ياسر مشواره الرياضي مع الهلال ولم يجد صعوبة في التأقلم مع الفريق إذ إن قدراته الفنية وموهبته الكروية أتاحت له النجومية والتألق مع الفريق واستطاع بجهده أن يحقق عدة بطولات مع الهلال وكان نجم كل مباراة يلعبها ويسجل بها الأهداف التي دوماً تنال رضا الجماهير الهلالية وغيرها حتى استطاع بجهده وبمستواه الفني الكروي أن ينضم إلى المنتخب السعودي، استطاع أن يلمع ويبرز معه حتى وصل إلى قيادة المنتخب.بعد ذلك حدث له تراجع في مستواه الفني وأعتقد لظروف صعبة مرت به وكل لاعب يتعرض لذلك بل كل إنسان ولكن هذا الشاب استطاع بقدرته وتماسكه وإيمانه القوي أن يتغلب على تلك الظروف ويخرج منها أكثر تألقاً وابداعاً على المستطيل الأخضر كما أن ياسر يتعرض دوماً وفي معظم المباريات إلى المخاشنة والضرب المتعمد من قبل المدافعين للحد من خطورته فهو يجيد التهديف ويلعب بكلتا قدميه وفي نفس الوقت يصنع الأهداف لزملائه ومن تلك المخاشنة والضرب المتعمد أصيب عدة إصابات وغاب عن الملاعب عدة مرات حتى بدأ مستواه يتراجع بعض الشيء ليبدأ الهلال البحث عن لاعبين أجانب مميزين مثل الرباعي الأجنبي الذي خاض الدوري المنصرم مع الهلال، من هنا اتضحت الرؤية بعد تعاقد الهلال مع الكاميروني إيمانا كمهاجم وكذلك الكوري والمغربي العربي وزميله هرماش بالإضافة إلى المحياني، أصبح وضع ياسر ومع انخفاض مستواه لا يسمح له بالمشاركة مع الفريق كما أنه لا يرضى أن يكون في دكة الاحتياط بعد المستويات الراقية والإنجازات مع الهلال حتى الجماهير لا ترضى ذلك لياسر.
عند ذلك رأت الإدارة الهلالية متمثلة في الرئيس الناجح الذي ما زال يبذل الدعم المالي والجهد والوقت من أجل هذا الكيان أن يتم إعارة ياسر لنادي العين بالإمارات ولمدة عام بعد الرغبة في ذلك ولثقته بأن ياسر سوف يبرز وينجح ويتأقلم مع الفريق لمستواه الفني كذلك يبعد قليلاً عن الضجيج الإعلامي والشد النفسي الصعب. قيل الكثير في الوسط الإعلامي الرياضي عن انتقال أو إعارة ياسر لنادي العين ولكن تبقى الحقيقة والواقع أن تلك الصفقة هي في مصلحة ياسر أولاً مادياً ومعنوياً حيث إنه شيء طيب أن لاعباً سعودياً يحترف خارجياً وهذا بدوره يرفع معنويات ياسر بعد الإخفاق الذي أصابه بالدوري السعودي كذلك نادي الهلال استفاد هو الآخر من تلك الصفقة مادياً ولا يزال يراوده أمل أن يعود ياسر لنادي الهلال بعد الإعارة لمستوى عال ليكون كما عرفه الهلال وجماهيره من الإبداع والتألق والبروز كما هي عادته.
في النهاية الأمنية لياسر النجاح والتقدم والتألق والبروز مع نادي العين وألا تذرف دمعة عين لياسر لفراقه نادي الهلال الذي سوف يعود له ليواصل المسيرة والنجاح والانتصار ولأجل عين تكرم مدينة وإلى اللقاء.
ناصر السيف - رياضي دولي
