هل الإنسان معصوم من الزلات والأخطاء.. لا.. لا يعصم الإنسان من الوقوع في الزلات: لأنه بشر وغير معصوم إطلاقاً، هذا وقد تختلف الأخطاء باختلاف أصحابها فربما تعظم بعظم صاحبها، وكما يقال (غلطة الشاطر بعشرة) مع الإيمان التام أن الخطأ وارد في كل شيء في (فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).. إذاً في اعتقادي أن قضية اللاعب عبده عطيف مع ناديه قد وصلت إلى الحد الذي قد يوصف بالقطيعة أو اللا عودة بين الطرفين. وما حدث لا يرضي الشبابيين الواعين ولكنهم في نفس الوقت لا يرضون أن تهضم حقوق ناديهم من قبل أي لاعب مهما كانت نجوميته وتأثيره.. ومن هذا المنطلق دعوني أقول: إن ما يحدث بين اللاعب وناديه كان صدمة عنيفة للجماهير الشبابية؛ لأنها لم تكن تتوقع هذه النهاية أو على الأقل السيناريو الذي أوصل القضية إلى ما هي عليه الآن من توتر شديد خلاصة ترسبات كثيرة بين الطرفين اللاعب عطيف وإدارة ناديه، وقد تبادر إلى ذهني كواحد من أبناء الليث الأبيض هذا السؤال: أليس في النادي من لديه قوة التأثير على الطرفين ويغير من سيناريو هذه النهاية التي تطفو على السطح، وإذا كان اللاعب عبده عطيف قد أخطأ في حق ناديه الذي هو سبب شهرته وتعريف الجمهور الرياضي به، بل أوصله إلى ارتداء شعار المنتخب الوطني، كما ذكرت سابقاً الخطأ وارد في كل شيء، فإننا نأمل من الإدارة الشبابية ممثلة في الأخ خالد البلطان.. أن يتمعن في قول الله عز وجل {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199) سورة الأعراف.
وقال تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (34) سورة فصلت.
لذا أرجو أن يكون ما حدث بين اللاعب وناديه - أقول أرجو- أن يكون سحابة صيف وانفعالات مغلوطة يعود بعدها اللاعب عبده إلى ناديه ونحن كشبابيين نأمل أن يعود الود والوفاق بين الطرفين علماً أن مسيرة نادي الشباب بحول الله عز وجل لن تتوقف بمجرد انتقال أو تمرد هذا اللاعب أو ذاك، ولن يغلق أبوابه بل سوف يظل عملاقاً بتاريخه ورجاله وأبنائه الأوفياء.
ومن باب الإنصاف يظل اللاعب عبده عطيف لاعباً له وزنه، صفقنا له كثيراً عندما كان ينثر ابداعاته عبر المستطيل الأخضر هذه الحقيقة التي دائماً تفرض نفسها، وما أجمل ما قاله الامام أبو حنيفة رحمه الله: (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)..
وأخيراً أقول: إن الذي دفعني إلى كتابة هذه الأسطر المتواضعة هو رحابة صدر، رئيس نادي الشباب أبو الوليد خالد البلطان وتقبله كل ما يكتب عن نادي الشباب بروح رياضية بعيداً عن النرفزة وبلغة تسودها روح التفاهم الأخوي.
- الرياض