يبقى الطيران هو وسيلة النقل الأفضل ولا سيما في مساحة جغرافية شاسعة وحرارة لا تطاق صيفاً كما هو الحال في بلادنا، وقد احتضنت الخطوط السعودية هذا المجال وكانت ولا تزال (الناقل الحصري) داخلياً.. ولا تألو جهداً في سبيل التطوير أو التجديد والبحث عن تمويل لشراء طائرات.. كما رسمت خطة منذ سنوات في سبيل خصخصة بعض خدماتها الأرضية وقد واجهت نقداً إعلامياً وصحفياً في السنوات الأخيرة بداية من الوجبات.. إلى دقة المواعيد والحجوزات وغيرها من مشكلات العملاء والمسافرين، ولا أعرف هل كان ما كتب هو حملة (منظمة) أم واقع في الميدان.
وهل أصبحت الشركة (عجوز) غير قادرة على الإبداع والتطوير؟!
لا أعتقد ذلك، ولكن دائماً التجديد في القيادات ونقل الخبرات من مكان إلى آخر وإعطاء حرية من الصلاحيات المنطقية والاستفادة من تجارب الشركات الأخرى وفلسفتها في الإدارة قد يحدث ترميماً عاجلاً ويصنع نهجاً جديداً لشركة عملاقة والتي كلنا نرى أنها صنعت مجداً جديداً من خلال تدشين شعارها الجديد قبل ما يقارب عقدين من الزمان.واليوم هيئة الطيران المدني تدرس فكرة السماح لشركات الطيران الخليجية بتقديم خدمات النقل الجوي الداخلي بين مدن المملكة.. وحول إيجابية هذا القرار من حيث تنمية القطاع الاقتصادي والاجتماعي.. وأصوات معارضة يمثلها بعض أصحاب رؤوس الأموال الراغبين في الاستثمار إنشاء شركات طيران محلية.. فإن هذا التوجه هو جرس إنذار مبكر للخطوط السعودية و(فرصة أذن) مع العلم أننا لا نعلم ما هي الآلية والطريقة التي سيتم من خلالها تنفيذ الفكرة.. وهل المنافسة بالأسعار مفتوحة؟! ونوعية الخدمات؟! أسئلة تدور خلف الكواليس ولا نملك الإجابة عليها.
لكن إذا تم هذا فسوف تكون -إن شاء الله- منافسة شريفة المستفيد منها أولاً وأخيراً العملاء والمسافرون من المواطنين والمقيمين.. وسنقف شاكرين لكل من كان له بصمة ودور في ميلاد هذا القرار التاريخي بشرط أن تكون المواصفات والمقاييس الجوية هي الأفضل وتطبق عليها علامة الجودة (ولكنك يا بوزيد ما غزيت)، وأرجو أن تلزم شركات الطيران في رحلات الداخل بنسبة (السعودة) من خلال مكاتبها وخدماتها.
وختاماً، هل ننعم برحلات الداخل بطعم خليجي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة أو تبقى فكرة مع وقف التنفيذ.