في مثل هذه الأيام من عام «1422هـ» أجريت حواراً مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وسألته عن الضوابط الواجب على المسلم التحلي بها في خضم الأحداث التي تموج بالعالم؟!
فضيلته قال إن هذا سؤال مهم جداً لأن التقصير في تحقيق المنهج الصحيح في خضم الأحداث يجعل كثيراً من الناس يعيش في حيرة واضطراب, وعدد الشيخ أكثر من «12ضابطاً» يجب الالتزام بها ومن أهمها: التلاحم مع ولاة الأمر والعلماء لأنه العاصم من الوقوع في الفتن, أخذ الدروس والعبرة من هذه الأحداث, حفظ اللسان وعدم الكلام إلا عن علم خصوصاً فيما يخص الوقيعة بين أهل العلم والفضل واختتم بالدعاء ..الدعاء .. مردداً أبيات الدعاء الشهيرة للإمام الشافعي:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
ولم تدري ما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
ما جعلني أتذكر تلك المقابلة اليوم هو صوت فضيلته الشيخ (السُكّرة) كما يلقبه الأشقاء المصريون, ودعاؤه الندي للمسلمين في أحداث هذه الأيام بأن يصلح الله أحوالهم ويرفع عنهم ما أصابهم ويحفظ بلادنا من كل مكروه واستدراره لدموع المصلين الذين يرددون خلفه (آمين) في كل دعاء يدعيه.
إذاً هو سلاح نمتلكه, وللأسف معطل بين الكثير منا وخصوصاً الشباب الذين يقعون تحت الضغوط المالية, أو البطالة.. أو عدم القدرة على الزواج فلنجعل من الساعات المتبقية من الشهر الفضيل أرضاً خصبة لإطلاق أملنا وإيماننا بأن الله سيحقق أمانينا وأحلامنا ولا نستعجل النتائج ونصاب بالملل, ولنتلذذ بسماع صوت الشيخ (السُكّرة) في هذه الليالي.., فالمسلمون يطربون لصوته وهو يتغنى بالقرآن الكريم وكأنه قد أوتي مزمارا من مزامير آل داود مرددين وملبين «آمين» خلف دعائه لعل سهماً أن يصيب ويغير حال الأمة.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net