من الاتعاظ بالزمن دراسة التاريخ العام وتتبع آيات الله في الآفاق وتدبر أحوال الأمم :كيف تقوم وكيف تنهار؟وكيف تتقلب بين ازدهار وانحدار ؟والله عز وجل يطلب من الناس أن يلتفتوا إلى هذه الأحداث المتعاقبة، وأن يكون لهم وعي حصيف يوجههم إلى الانتفاع بها {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، فالرجل بين حالتين: إما أن تكون له تجارب خاصة يستغلها في تصحيح أفكاره وتدعيم إيمانه، وإما يكون لا علم له، فليستمع من غيره، وليستفد من معارف الآخرين وتجاربهم، أما فتح الأعين على الدنيا المائجة بالأحداث الهائلة دون تفكر أو فقه أو اعتبار فهذا هو العمى والظلام.
«محمد الغزالي»