من أعلام الحنابلة المعاصرين العالم العلامة المحقق الفقيه المحدث اللغوي الفرضي الحيسوبي الشاعر الأديب الشيخ عبدالعزيز بن يحيى آل يحيى رئيس محاكم الأحساء المتقاعد. هذا الرجل أمة في رجل ورجل في أمة ولد ونشأ في الأحساء وجد واجتهد وثابر وأخذ عن كل من لقيه أطال الله عمره ونفعنا بعلمه أخذ عن الحنابلة وغيرهم ومن أبرز مشايخه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش والشيخ حسن الوهيبي والشيخ مشعان بن منصور الزبيري ومن غير الحنابلة الشيخ محمد بن أبي بكر الملا الحنفي الأحسائي رحمهم الله. وهو من أوائل من درسوا في كلية الشريعة في الرياض والرجل حافظة وعنده ذكاء مفرط وقد حصل ما لم يحصله المبصرون وصدق الله العظيم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ولا أظن في هذا العصر من يحفظ المذهب كما يحفظه الشيخ ومن محفوظاته الروض المربع بحاشية العنقري، ويحفظ أحاديث الأحكام، ويستحضر كل حفظه ويحفظ ألفية ابن مالك في النحو مع شروحها فهو متقن للنحو ولا يلحن وفرضي لا يجارى ولا يبارى ومتقن للعلوم اللسانية وأديب وشاعر وخطيب وقد رزقه الله حضور البديهة والذكاء فهو مدرسة متكاملة بل هو شيخ في السلوك والتربية قولاً وعملاً فهو متواضع ترى ذلك إذا زرته أو قابلته يحب الناس يألف و يؤلف كريم كرماً حاتمياً تجد مجلسه يضم كل الفئات وكل الطبقات فمجلسه عامر بالفقراء والضعفاء لا يحتقر أحداً يحب الضيوف ويعتني بهم لقد تشرفت بمجاورته حين عدت من الرياض فهو مضياف لم أر والله من هو مثله في إكرام الضيف بل حتى الفقراء يقيم لهم الولائم ويدعوني فأحضر فلا أرى غريباً فأسأل وإذا به أقام المأدبة لجيران لهم قدامى فهو لا ينسى الجيران والفقراء بل يدعوهم ويقيم الولائم من أجلهم وكل يحضر وليمته والكل يشبع لأنها عن طيب نفس فسفرته عامرة بكل ما لذ وطاب ومرة دعاني فإذا بي أرى الخراف والمفاطيح فسألته فلم يخبرني ثم علمت أنَّ سائقاً كان عندهم وذهب إلى بلده ولما اعتمر زارهم فأقام له الشيخ وليمة ومرة أقام وليمة ودعاني فلما حضرت لم أر وجوهاً غريبة فلمَّا سألت علمت بأنَّ أسرة فقيرة تزوج ابنها ففَّرحهم الشيخ بإقامة الوليمة ففي مجلسه يتساوى الغني مع الفقير ويشارك الجلساء أحاديثهم ويتبسط معهم ويمزح معهم مزحاً لا يخل بالأدب كما كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلاَّ حقاً فليس لثقلاء في مجلسه نصيب فمجلسه عامر بكل طبقات المجتمع علاقته قوية بجيرانه خاصة وبالمجتمع عامة لا يغتاب أحداً ولا يحقد على أحد ولا يذكر أحداً بسوء يهش ويبش أمام كل من يلاقيه حتى الذي يسيء للشيخ أخذ عنه الكثير من طلبة العلم واستفادوا من ملازمته ليس لهم عد و لا حصر ولكن أكثرهم ملازمة له واستفادة فهو الشيخ الفاضل عبدالله بن الشيخ حواس الحواس فالشيخ يثني عليه ويقربه ويدنيه ويثق به وقد سجل كثيراً من المتون قراءة على الشيخ منها زاد المستقنع والمفردات المسماة النظم المفيد الأحمد أطال الله في عمره وإنني لأنصح كل من أراد إتقان المذهب بأن يقرأ على هذا الشيخ.
الاحساء