|
رواية تخاطب طلاب الجامعات والشركات العالمية في الوطن بنسختها الإنجليزية
الحلم والمهنة ومواكبة التحديات، رواية للمؤلف أحمد العبيداء الشمري تتحدث في مجملها وكما أوضحته بدايتها عن التأسيس الذاتي للطامحين المبدعين من الشباب السعودي ممن اختلطت عليهم الأهداف المستقبلية وكيفية اختيار الوسائل المنهجية الصحيحة للوصول إليها عبر مجموعة من المفاهيم الوردية التي يحملونها في أذهانهم ومواجهتها بواقعٍ عملي تكثر فيه العقبات وتزداد فيه التحديات وفق ما تمليه المصالح العامة والخاصة.
ويسعى كاتب الرواية في ذات الوقت لتفعيل روح المنافسة والاجتهاد والمثابرة والإصرار نحو تحقيق الهدف والنظر إلى أبعد منه عبر اتخاذ السبل الصحيحة والعلمية بناء على واقع التجربة العملية في كسر كل الحواجز المانعة من تحقيق الروح الشابة من ذاتها واكتشاف لقدراتها ومهاراتها المدفونة في داخلها والتي تحتاج إلى إثارة وإيمان بين الفينة والأخرى وتعد فكرة الرواية إبداعية من قبل كاتبها وناقلها لما تحتويه من مفاهيم محددة ممزوجة بين المنهجية العلمية في التخطيط والإدارة وبين الصراع النفسي والذاتي في معرفة النواحي الإيجابية التي من الممكن استغلالها للوصول نحو الهدف.
بدأ كاتب الرواية بطرح تساؤلات مهمة :
تختلف عقول الشباب في التفكير والإدراك ، فلكل شاب فكره الخاص وحلمه المشروع منذ بدايات نضجه الفكري الفاصل بين عيشه طامحاً حالماً بتحقيق الشهادات وبين عيشه مسؤولاً بهدف الاستقرار الوظيفي ونيل أعلى المراتب فيه ، فهل يدرك كل شاب حقيقة ما يدور حوله للوصول إلى ذلك ؟
يمتلك الشباب طاقات هائلة وهي ثروة يجب أن تكتشف ولكنها تحتاج في نفس الوقت إلى طاقات تنفيذية داعمة لها.
من أسمى قيم القطاع الخاص ترسيخ مفهوم العمل الجماعي والابتكار ومزجها بثقافة الحرية الفكرية وأن أسباب نجاحه تكمن في إبداع الفرد في فكره وتميزه في رأيه فهل يستغل ؟
الخلاصة :
بدأ كاتب الرواية بسرد قصة شاب سعودي التحق بالمرحلة الجامعية ليتواجد بالقرب من رفقاء دربه من الأصدقاء والأصحاب ليمضي معهم مشوار حياته وشبابه دون هدف محدد يسعى إليه لبناء طموحاته وأحلامه المستقبلية .
ومع مرور الوقت بدأت ملامح النضج الفكري الممزوج بالتأسيس لمواجهة الحياة الذي يعد من أهم المناهج الفكرية في الجامعات بإثارة العديد من التساؤلات حول مستقبله وواقعه المجهول وما سيواجهه من تحديات جسيمة وواقع صعب لن يكون مفروشاً بالورود دون امتلاك أسس علمية ومهارات ذاتية تساعده على الدخول وقبول التحديات بكل أشكاله مما جعله يغير من مفاهيمه في الاستمتاع في الحياة برفقة أصحابه إلى التفكير ملياً في الاستمتاع بالتخطيط لمستقبله وكيفية الوصول إلى أعلى المراتب الوظيفية في عمله مستقبلاً .
بعد ذلك تتواصل أحداث القصة في بداية الشاب للدخول في سوق العمل من خلال تعيينه بإحدى الشركات العالمية ذات السمعة والقوة الاقتصادية في السوق السعودي ومعها تبدأ رحلة الواقع وتبدأ معها رحلة التحدي والمنافسة لما يزدحم به القطاع الخاص من منافسين غير سعوديين يمتلكون شيئا من المهارات وخاصة اللغة الإنجليزية التي كانت أساساً مهماً في العمل بها .
لم تقف هذه العثرة في طريق الشاب السعودي فجاهد نفسه واجتهد في كسب المهارات والاستفادة من الخبرات التي تحيط به وسعى إلى تطوير نفسه فحرص على الالتحاق بالدورات المتلاحقة حتى يكون عنصراً مهماً وفاعلاً في الشركة ليؤكد قدرته في الوصول والإدارة بشكل احترافي ومنافس .
ولكن هل كانت هذه المراحل والعقبات التي أراد اجتيازها ممهدة الطريق وسهلة الاجتياز كما كان يظن ؟ وهل كان يتوقع أن المساعدة من الآخرين ستكون سلسلة دون وضع الحواجز أمامه من باب الغيرة والخوف ؟ إلا أنه استطاع أن يتعامل مع كل مرحلة بذكاء ويعمل على التخطيط ويسعى لتحقيق أهدافه من خلال إيجاد الحلول المساعدة على ذلك .
ثم يسرد كاتب الرواية ما بعد بداية مرحلة الصعوبات إلى مرحلة الوصول والتقدم الوظيفي واعتلاء المناصب العليا والمضي في تطوير نفسه وتنمية مهاراته ليكسب الرهان بصعوبة ومنافسات شرسة وأحداث مشوقة مثل تنكره بشخصية الاستشاري بعيونه الزرقاء وشعره الأشقر، سوف تكتشفها من خلال قراءة الرواية .
ومن الأمور المثيرة للجدل في الرواية أنه كلما تقدم هذا الشاب في اعتلاء المناصب واكتساب المهارات كلما كان عنصراً صاحب مكانة ونفوذا مشكلاً لخطر قادم اسمه (المواطن) أثبت نفسه بنفسه وكسب التحدي تلو الآخر ووصل إلى الهدف تلو الهدف كاسراً حاجز عدم الثقة في مكتسبات الشاب السعودي ومهاراته وقدرته على المنافسة والإدارة .
الرسالة :
إذا توافرت في القطاع الخاص الطمأنينة والتشجيع والتطوير والدعم فستساعد بشكل حتمي للإبداع وستمثل ميزة الأمان الوظيفي والتدريب فيها الأولويات مما تشجع الشباب بالتالي للالتحاق في هذا القطاع وسينثرون إبداعهم بما يحقق الإنتاجية الفاعّلة والمشرفة متى ما وجدوا الثقة والفرصة .