أيـهـا الزائــر السـنـوي، أيـهـا الشهر الفضـيل الذي ننتظره من العام إلى العام، كأني بك البارحة وها أنت توشك على الرحيل، كنا ترقبنا هلالك كي نستهل بك شهرا ملؤه الرحمة والغفران، واليوم نترقب بخوف وجزع وحزن اللحظات الأخيرة منك، هل صحيح أن الشهر انتهى أو أوشك؟ ماذا ترانا نفعل وكيف نبكي فراقك؟ ماذا سيعوض تلك الليالي الرحيمة التي كنا أقرب ما فيها لله عز وجل؟ وأيدينا تمتد للسماء مشرعة بالدعاء.. طالبة المغفرة.. آه يا رمضان.. يا شهر التسامح والمحبة والخشوع والقرب.. شهر الأحبة حين يلتقون حول مائدة الرحمن.. شهر العبادة والصلاة وصلة الرحم، ورقة القلوب التي تلين في رحابك.. من الصعب أن نودعك.. ولكننا نقف في هذه الأيام الأخيرة على أبواب رحمة ربي نطلب المغفرة والرحمة والعتق من النار.
***
مكة.. محط أنظار العالم بخاصة في الشهر الفضيل.. هذا التألق العمراني الكبير، كل الوسائل التي سخرت لخدمة ضيوف الرحمن، ساعة مكة التي صارت توقيتا لمسلمي العالم وشاهدا على عظمة المكان والزمان، حضور حكومة خادم الحرمين الشريفين وتلك الوفود على مليك البلاد ولقائها في الديار المقدسة، تلك الأجواء الدينية الساحرة التي تنقلها وسائل الإعلام السعودية بقنواتها المتعددة، ومن ثم تناقلها محطات التلفاز العالمية..
فليحفظ الله هذه الديار ومليكها وشعبها وكل من يقصدها بإذنه.
***
من آخر البحر
يا رسول الله إني
قد مددت الراح سقيا
من إله الكون ربي
أطلب الغفران غيثا
علّ أمر الله يقضي
في جنان الخلد أحيا
يا شفيع الخلق إني
همت شوقا يا محمد
لثرى الروض الشريف
حيث خير الناس أحمد
mysoonabubaker@yahoo.com