خطوة مباركة ومهمة تجاه حاضر ومستقبل رعاية الأيتام شهدتها العاصمة الحبيبة الرياض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة جمعية (إنسان) لرعاية الأيتام، حيث انعقد المؤتمر السعودي الأول لرعاية الأيتام الذي نظمته الجمعية على مدى يومين لوضع رؤية وطنية شاملة لتطوير برامج رعاية الأيتام وهنا تكمن أهمية المؤتمر ودلالاته في تجسيد اهتمام الدولة بالأيتام والأرامل تطبيقاً لروح التكافل والتراحم الذي حثّ عليه ديننا الحنيف، وهو اهتمام أصيل ومتعاظم في وطن الخير والتراحم برعاية كريمة من القيادة الرشيدة حفظها الله.
والأمر الثاني في أهمية المؤتمر أنه وضع انطلاقة جديدة لرعاية الأيتام بمختلف جوانبها برؤية علمية تعززها المنطلقات الدينية والوطنية والإنسانية بمفهومها الشامل بما يحقق لهذه الشريحة الغالية أفضل سبل الأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والعيش الكريم ورعاية تطلعاتهم وتأكيد حقهم في مستقبل مشرق لا يحول دونه ألم اليتم بفقدان أحد الأبوين أو كلاهما وأنهم في عيون الوطن وقلب ولاة الأمر.
والجانب الثالث لأهمية المؤتمر أنه يعبر عن الأبعاد الخيرة لرسالة مملكة الإنسانية والوطن (الأنموذج) في رعاية أبنائه بمختلف شرائحهم، فلا إهمال لمن فقدوا عائلهم ولا ذوي الاحتياجات الخاصة ولا الفقراء، بل كل الاهتمام بهم وتطوير برامج رعايتهم.
إن المؤتمر في انطلاقته الأولى برعاية سمو الأمير سلمان برؤية حكيمة لتوسيع المشاركة من الخارج في فعاليات المؤتمر والمعرض المصاحب لإثراء انتعاش وانصهار تجارب الدول والأمم تجاه إحدى أهم القضايا الإنسانية وهي رعاية الأيتام، حيث شهد المؤتمر 44 بحثاً من داخل المملكة وخارجها، و8 ورش عمل و7 برامج وتجارب محلية وعربية.
ولا شك أن هذا المؤتمر المبارك سيمنح بإذن الله قوة دفع للجهود الخيرية لرعاية الأيتام في مختلف المناطق ودعم جسور التواصل والتنسيق، وما تقوم به جمعية (إنسان) في هذا المجال باعتبارها القلب النابض لرعاية الأيتام وصاحبة الخبرة والإمكانات والريادة في هذه المنظومة المباركة وبوصلة رسالتها تجاه الأيتام.
هكذا دائماً أمير الخير صاحب المبادرات الإنسانية الخيرة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وجهوده المباركة وأياديه البيضاء في كافة مجالات العمل الإنساني العام والشخصي، فقد أسس - حفظه الله - منظمة متكاملة للعمل الخيري النافع ورعاها فكرة وإخراجاً بفضل الله وتوفيقه إلى النور، جمعيات ومؤسسات ومراكز خير تؤدي رسالتها العظيمة تجاه مختلف شرائح المجتمع إن كان ذوي الاحتياجات الخاصة وأبحاث الإعاقة والأيتام وفي مجال الإسكان الخيري وكبار السن ودعمها ورعايتها بالجهد والمسؤولية المباشرة والمال، ونثمن هنا الجهود المباركة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية بجمعية (إنسان) وما يبذله من جهد ومال وأفكار للارتقاء برسالة هذا الصرح.
إن المؤتمر الأول لرعاية الأيتام هو ثمرة مباركة لهذه الرعاية من سمو الأمير سلمان وجهود الأمير فيصل والمخلصين الداعمين لشريان الخير تجاه الأيتام على أرض وطننا العزيز. وفي هذا تقول الأرقام الكثير عن جهود جمعية (إنسان) برعاية أمير الجود سلمان بن عبدالعزيز وبصماته المضيئة وفقه الله حيث ترعى الجمعية ما يقرب من 36 ألف يتيم ويتيمة وأرملة..
جزاكم الله خيراً يا صاحب السمو وكل الخيرين وكافلي الأيتام تقرباً إلى الله وطلباً لرضاه سبحانه والفوز بمرافقة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في الجنة.
أدام الله على وطننا نعمة التراحم والترابط.
حكمة:
قال صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين».