يبدو أن كثيراً من الجهات الدعائية والتسويقية والإعلانية أستأنست بالفعل التواصل معي، بدلالة أنهم ما زالوا يمارسون معي بيع الوهم والسراب والأحلام، شأني في ذلك شأن الكثيرين من خلال الوعود الهلامية والأماني المخادعة أو الكاذبة - سمها ما شئت - التي تغلف ترويجهم لبضائعهم الكاسدة أو الفاسدة إن شئت، مستغلين في العبد الفقير إلى الله طيبته وكونه ينتمي إلى مجتمع استهلاكي مع مرتبة الشرف الأولى على اعتبار أن ثقافته تقوم على مبدأ (اصرف ما في الجيب ...) ومن هذه الثقافة (المخرومة) كان تواصلي مع هذه الجهات كمستهلك، (على نياته) نادراً ما يمر يوم دون أن يفوز بسيارة «اللهم لا حسد» أو أن السيد (كمبيوتر) حفظه الله تفضل باختياره دون باقي خلق الله في الدخول في السحب النهائي على جائزة (عليها القيمة) وبيني وبينك هذه المغريات أو المغامرات غير محسوبة العواقب تزامنت مع محاولاتي الجادة والحثيثة في الثراء من منطلق (الله الله على الجد والجد الله الله عليه) على رأي إخواننا المصريين، لكني اكتشفت أخيراً أنها أشبه بمحاولاتي تعلم الإنجليزية في خمسة أيام! ولهذا فشلت فشلاً ذريعاً استطيع أن اعترف به لقاء طيبتي التي وصلت في كثير من المرات حد السذاجة! وبالتالي غدوت كمن لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن وعدت حتى بدون خفي حنين!
- وبما أن سقف الوعود ارتفع الآن عن ذي قبل ليصل إلى (الشيء الفلاني).
- ولأن حقيقة هؤلاء المسوقين والمعلنين كمن يبيع السمك في الماء!!
- وهناك من ما زال يصدق تلك الوعود ولم يستوعب بعد أن ما يحدث هو مجرد (ضحك على الدقون) وطعم يجلب لهم الملايين!!
- ولأني فهمت - متأخراً - كما فهم غيري من قبل أن (الشغلة) كلها على بعضها لا تتعدى كونها استغفالاً واستغلالاً لمجتمع يؤمن بثقافة الاستهلاك والإنفاق حد الإفراط (لزوم) المظاهر والبرستيج!!
- وبما أن لكل فرد خصوصيته! عندها يقفز السؤال:
- لماذا تنتهك هذه الخصوصية؟ وبتلك الأساليب التي أقل ما يقال عنها إنها نصب واحتيال مع سبق الإصرار والترصد.
إبراهيم الدهيش - مرات
Aado2008@hotmail.com