دخلت ليبيا منذ ليلة الأمس، مرحلة جديدة من تاريخها الحافل، بالكفاح والنضال من أجل الحرية والكرامة، حيث حصد الشعب الليبي ثمار جهاده الذي استمر ستة أشهر، بعد سقوط سريع للعاصمة طرابلس مع اندلاع انتفاضة في المدينة التي يحلو لأهل ليبيا تسميتها بعروس البحر، فجاءت العملية المركّبة لتحرير المدينة من قبضة كتائب القذافي تحمل اسم المدينة المحبب (كوداً) للتحرير، إذ أطلق على العملية (فجر عروس البحر)، وبدلاً من الفجر انتفضت طرابلس بعد إفطار يوم الأحد في تزامن خطِّط له جيداً إذْ تقدّمت قوات الثوار على ثلاث جبهات واندفعوا إلى داخل المدينة ووصلوا إلى الساحة الخضراء قلب العاصمة التي تحوّلت فيما بعد إلى ساحة للشهداء.
ليبيا تتغيّر وبدأ كل شيء في طريقه للتغيير، وبانتظار تطهير آخر جيب تتواجد فيه كتائب القذافي (باب العزيزية)، فإنّ أمام الثوار الحكّام الجدد لليبيا مهمة صعبة جداً، تتمثّل في الحفاظ على وحدة ليبيا ومنعها من الانزلاق نحو فوضى الاحتراب الداخلي، مثلما حصل في بلدان عربية أخرى، والتخوّف أن تحدث خلافات بين القبائل الليبية تتحوّل إلى صراع واحتراب شبيه بالذي حصل في العراق من حرب طائفية، ولهذا فقد بدأت الدعوات والنداءات لليبيين، بأن يعملوا على أن تبقى البلاد موحّدة، وأنّ يؤسّس المستقبل الذي بدأ منذ ليلة أمس الأول على المصالحة واحترام حقوق الإنسان والتسامح لبناء ليبيا الجديدة.