من المضحك المبكي أن يتظاهر الشعب الفلسطيني في الأض المحتلة تضامناً مع الشعب السوري ولم يتظاهر تضامناً مع نفسه!! أي من أجل قضيته في الوقت الذي يشتعل فيه الشرق الأوسط من أقصاه إلى أقصاه بمظاهرات شرسة لم تبرح الشوارع منذ ستة أشهر، من أجل الخبز والحرية والعمل، وكأن الإخوة الفلسطينيين ليس لديهم أية معاناة مع الاحتلال الإسرائيلي (!!) الذي قتل منهم الآلاف وشرد منهم الآلاف، وزج في سجونه الجهنمية منهم الآلاف ولم يزل حتى اليوم يعتقل منهم الآلاف، وفوق هذا وذاك لم يرفع فصيل فلسطيني واحد راية التظاهر، ولا أقول الثورة! مثلهم مثل غيرهم من أشقائهم العرب بل وحتى مثل أعدائهم الذين يحتلون أرضهم والذين قاموا بمظاهرات حاشدة من أجل توفير السكن لهم (فقط) من قبل حكومتهم العنصرية ولو على حساب الفلسطينيين أنفسهم ومن أراضيهم المستقطعة التي أقام عليها الإسرائيليون مستوطناتهم التي تنامت على الأرض الفلسطينية كالفطر، وبين عشية وضحاها إذ ما أن ينام الفلاح الفلسيطيني في بيته بعد يوم مرهق قضاه في حقله الذي ورثه عن أبيه، وأبوه ورثه عن جده وحتى الجد العاشر، لكنه ما أن يفيق صباحاً ومع نجمه الغبشة ثم يذهب إلى حقله حاملاً فأسه حتى يجد أن حقله قد تحول إلى مستوطنة إسرائيلية، فإذا ما احتج على هذا السطو المريع والسرقة اللئيمة فإنه سيعرض نفسه للاعتقال أو يشرع صدره للرصاص المطاط أو الحي سيان.
- أقول أخيراً لماذا لم ينهض الشعب الفلسطيني بمظاهرة عارمة مثل غيره من أشقائه العرب وأعدائه الإسرائيليين على حد سواء، وذلك لأنه (لا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها) ثم إن المواطن الفلسطيني لن يخسر إلا أغلاله. فمتى يُلقي بوجه الزمان تلك الأغلال التي صدئت؟؟!!
