لقد جمع الله لملك المملكة العربية السعودية خير الأسماء «عبد الله»، وأفضل الألقاب على الإطلاق «خادم الحرمين الشريفين»، ليس هذا فحسب بل رزقه سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في القول والعمل سواء الداخلي أو الخارجي السياسي أو الديني أو الاقتصادي أو الثقافي أوالاجتماعي أوالخيري أو...، والركيزة الأساس والقاعدة المتينة لهذا وذاك هي النية الصادقة والعقيدة الصحيحة والقلب الطاهر الزكي، ولعل اهتمامه الكبير بالحرمين الشريفين وتدشينه مساء يوم الجمعة الماضي التوسعة الأكبر في تاريخ البشرية للحرم المكي من أعظم عناوين التوفيق وأكبر شواهد التسديد.
لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين من خلال هذا العمل التاريخي الهام أروع الأمثلة في:
الشعور بثقل اللقب وعظم المسؤولية خاصة إذا كانت المسؤولية ذات بعد ديني، فهو وفقه الله وأعانه وحفظه ورعاه لم يرض بأن يكون اللقب مجرد تشريف يدون في سجل المؤرخين والرواة بل حمل مسؤولية أن يكون خادماً لأعظم بقاع الأرض على الإطلاق فكان هذا المشروع الفريد منذ أول التاريخ وحتى اليوم.
الثقة بالجامعات السعودية والكفاءات السعودية المتخصصة، فالمصممين والمنفذين من الأكاديميين المبرزين والمكاتب الهندسية السعودية المعروفة، وكذا المقاولين المنفذين للتوسعة الأكبر في التاريخ.
التوظيف الأمثل لآخر ما وصلت له التقنية العمرانية الحديثة مع المحافظة على تراثنا وفننا المعماري المتميز والوفاء بمتطلبات وحاجيات وفود الرحمن والسهولة واليسر والانسيابية في الحركة دخولاً وخروجاً من وإلى ساحات الحرم المكي الشريف.
بعث الوقف على الحرمين من جديد، وتعزيز وجوده في عالمنا الإسلامي، والوقف كما هو معلوم من أعظم وأجل وأميز مشاريع التنمية المستدامة الإسلامية التي تضمن الاستمرارية في الصيانة والرعاية والوفاء بالمستجدات وتلبية متطلبات الموقف له.
التخطيط المستقبلي بلغة الوفرة واحتمالات الكثرة بعيداً عن الارتجالية والتسويف.
ربط التنفيذ بجدول زمني محدد وبمبالغ مالية وتعويضات نقدية حاضرة تضمن تحقق ما يتطلع له المسلمون في كل مكان في غضون سنوات معدودة.
حضوره رعاه الله الدائم ومتابعته المستمرة ومباركته لخطوات العمل أولاً بأول والتدشين هي البداية وبإذن الله يكون لنا جميعاً حضور مراسم النهاية ويكون عبدالله بن عبدالعزيز هو من يرعى الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع المسلمين.
تواضعه لله كما قال يحفظه الله تعقيباً على حديث معالي وزير الشؤون الإسلامية أثناء الجولة الميدانية: كرم الله، وما تحقق هو كرم من الله عز وجل.
إشراكه الشعب السعودي في كل عمل تنموي أو إصلاحي مادي أو معنوي تاريخي عالمي هام أو وطني بسيط، فنحن في قلبه ولذا كثيراً ما يذكرنا في أحاديثه وخطاباته السياسية والاجتماعية الخاصة والرسمية، ولذا قال بعد أن نسب الكرم لله (ثم الشعب السعودي والمسلمين قاطبة).
إن القارئ لهذا الإنجاز العالمي الضخم وحين المقارنة بين ما ننعم فيه من أمن وتطور ورجاء واستقرار على كافة الأصعدة وفي كل المجالات وبين ما يعيشه عالمنا العربي والإسلامي وللأسف الشديد بل ما يعيشه العالم بأسره لا يسعه إلا أن يرفع أكف الضراعة لله العلي القدير أن يديم علينا ما نحن فيه من نعمة وأن يحفظ ولاة أمرنا وقادتنا ويقيهم شر من به شر وأن يبقى راية بلادنا راية مرفوعة خفاقة في جميع المحافل الدولية، وجزماً كل كلمة تقال في حق عبدالله بن عبدالعزيز تتقازم أمام قامته التي تشعرنا دوماً بعزة المسلم وأنفة العربي وشموخ الوطن. ودمت عزيزاً يا وطني وسلمت لنا أيها الرمز الأبي وحفظ الله بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية من كل سوء وحفظ بلاد إخواننا العرب والمسلمين وحقن دمائهم ورزقهم الأمن والطمائنية والسلام وإلى لقاء وتقبلوا صادق الود.