الجزيرة - سعود الشيباني:

لم يعلم الطفل مقبل البالغ من العمر أربعة أعوام أن والده على قيد الحياة حيث يعيش في بيت جده لأمه، وأن والده حي يرزق لكن من الصعب أن يحتضنه ويلبي له طلباته كغيره من أقرانه والسبب يعود للديون التي أثقلت كاهل والده والذي يعمل رجل أمن بإحدى القطاعات الأمنية بالرياض، حيث يقبع والد مقبل مع عدد من السجناء بسجن عسكري بسبب ديون مالية ويصعب الوصول إليهم بحكم عدم معرفة الكثيرين من أهل الخير لوضعهم لعدم إيقافهم في السجون المدنية العادية، وكذلك يصعب زيارتهم من قبل ذويهم بحكم أنهم داخل قطاع عسكري يصعب دخوله والوصول إليه.

وتعود قصة والد مقبل لأكثر من عامين وستة أشهر عندما عجز عن تسديد ديون تراكمت عليه بسبب إعالته لثلاث أسر مكونة من (11) فرداً زوجته وطفلين ووالدته وشقيقته الأرملة وأطفالها.

وكان والد مقبل قد تحمل الديون ليلبي طلبات الأسر الثلاث لكنها أفضت إلى إيداعه السجن لعدم إيفائه بتسديد الديون البالغة (260) ألف ريال، وبعد مكوثه بالسجن قرابة (30) شهراً لم ير خلالها زوجته وطفليه (راما ومقبل) طلب من زوجته مقابلته بإحدى المستشفيات لوجود موعد له، ويروي الوالد الموقف بحسرة قائلاً: بعد أن اقتربت من ابني «مقبل» البالغ من العمر أربعة أعوام لاحتضنه بعد غياب عن المنزل (30) شهراً فر هارباً بسبب عدم معرفته بوالده حيث شاهدني لأول مرة وأنا مقيد الرجلين (بالكلابشات)، لأنني أودعت السجن وعمر ابني (18) شهراً ولم أشاهده طوال هذه المدة. مما تسبب لي ولوالدته بصدمة نفسية لن أنساها طوال حياتي.

وأكد والد مقبل أن السجن يقبع به عدد من رجال الأمن البعض منهم له بالسجن قرابة أربعة أعوام ولم يجدوا بصيصاً من الأمل لتسديد الديون أو إطلاق سراحهم.

مناشداً أهل الخير بالتدخل والاتجاه لإخوانهم رجال الأمن الذين خلف أسوار السجون بسبب ديون مالية تحملوها بسبب الظروف المعيشية وليست لأسباب أخرى، فهؤلاء يخضعون للنظام العسكري الذي يقتضي إيقافهم وسجنهم لدى قطاعاتهم العسكرية ولذلك يبقون بعيدين عن المتبرعين وفاعلي الخير وعن لجان إطلاق السجناء المعسرين الذي يدرسون حالات المساجين في السجون المدنية المعروفة وينسوننا نحن سجناء الديون في سجون وإيقافات القطاعات العسكرية.