كشف الله ستر شركة مقاولات، استخدمت خرسانة فاسدة لبناء قبو عمارة كان مقرر أن تكون ذات خمسة طوابق. المهندس الذي فضح الشركة، أكد أن هذه الخرسانة كانت ستشكل خطراً على المبنى. المواطن صاحب العمارة، أفاد بأن الشركة تتعامل مع مشروعات حيوية مهمة في البلاد.
كلام عام، صح؟!
لماذا إذاً ننشره في صحافتنا؟!
إن جريمة كبرى مثل هذه الجريمة التي اقترفتها الشركة، تستحق أن نتناولها بكل تفاصيلها، بالأسماء والصور والوقائع والحقائق، خصوصاً أن الشركة تتعامل مع مشاريع وطنية حيوية؟! ماذا سنستفيد، إذاً نحن نشرنا القصة، بهذا الشكل الهلامي؟! ماذا لو لم يسخر الله لهذه العمارة مهندس نزيه، ثم سقطت العمارة بمن فيها من سكان، ماذا ترانا سنكتب في الصحافة حينها؟! هل سنكتب اسم الشركة؟! أم سنقول: مقيم من جنسية عربية، يتسبب بمقتل سكان عمارة من خمسة طوابق؟!
أظن أن الجميع يطالبون، بأن تتقدم الصحافة خطوات عديدة في هذا المجال. عليها أن تفتح واحداً من أهم الملفات سخونة اليوم، وهو تسمية الفساد باسمه، وتسمية الفاسدين بأسمائهم، والتخلي عن هذا العرف البغيض (تحتفظ الجريدة باسمه)!! وإن لم يحدث هذا، فإن أحداً لن يحترم النتاجات الصحفية، لا في مجال محاربة الفساد، ولا في المجال الآخر. وسوف لن أذكر هذا المجال، بل سأحتفظ باسمه!