تحليل – وليد العبدالهادي

تمر الأسواق بمرحلة أفقدتها آخر المواصفات والمقاييس الاستثمارية وهي (الغطاء السياسي)، واستبدلت بما يمكن تسميته (الفراغ السياسي) في إدارة أزمة قد تكون أعنف من (الكساد العظيم)، وأصبح المناخ العام ملائماً فقط للمتحوطين وللمضاربين ذوي النفس القصير، وأصبحت هموم تجار أسواق المال تتركز حول المنطقة الأقل تأثراً بالأزمة والأصل الأكثر حفاظاً للقيمة، ورؤوس الأموال أنهكت هذه الأيام من مطاردة هذين الهدفين. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية:

داوجونز للأسهم الأمريكية:

أمريكا هذا الأسبوع أعلنت عن تراجع النشاط الصناعي في ولاية نيويورك 0.7% ونمو في أسعار الواردات 0.3% مما يعطي إشارة إلى خلل اقتصادي بين ميزان الدولة التجاري وأداء القطاع الصناعي للشركات، وواضح جداً الأثر السلبي لأسعار الصرف الأجنبي حتى القطاع العقاري أثبت تراجعاً في تصاريح البناء والمنازل الجديدة، ليأتي يوم الخميس ويتخلى مؤشر الداوجونز وأشقائه عن مكاسب الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع طلبات الإعانة إلى 408 ألف طلب أعلى من التوقعات، ويعود لاختبار الحاجز النفسي 11 ألف نقطة، وحتى لو وسع الداوجونز نطاق تذبذبه إلى 10444 نقطة نتوقع أن يصحبها تراجع في الكميات المتداولة مما سيعطي انطباعاً بضعف عمليات البيع، تم رصد ذلك من خلال آخر أربع جلسات.

الذهب

قمة تاريخية جديدة في الذهب إلى 1870 دولار للأنصة بعد هبوط كافة الأسواق المالية خصوصاً الأسهم مما دفع بعمليات التحوط إلى اللجوء للذهب. ونتوقع أن لا ينتهي هذا الرالي إلا بحل جذري لأزمة الديون السيادية العالمية أو توقف أمريكا على الأقل عن جرعات التخفيف الكمي، وللمدى القصير نرجح أن يختبر الذهب مستوى 1721 دولار للأنصة.

خام نايمكس

أعلنت أمريكا عن ارتفاع في مخزونات النفط بقيمة 4.2 مليون برميل، وهو خبر سلبي للخام، ومما زاد الأمر سوءاً هو الفوضى السياسية في منطقة اليورو أرغمت نايمكس على العودة لمستوى 80 دولار بعد قمة أسبوعية عند 87 دولاراً، لكن هذه المرة بعزوم أضعف، ويبدو أنها عملية تأسيس لمنطقة قاع، ولدينا الآن نمط متوازن يستهدف مستوى 83 دولاراً كذروة سعرية للأسبوع.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

هبطت أسواق الأسهم الأوروبية هبوطاً حاداً مع بداية الأسبوع بسبب تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للربع الثاني في ألمانيا إلى 2.8% وتراجع في النمو في منطقة اليورو أيضاً بنسبة لتنمو فقط بنسبة 1.7% بسبب عوامل عديدة منها عجز الميزان التجاري للمنطقة الناتج من نمو الواردات على حساب التصدير وتكلفة تقلبات أسعار الصرف، ليأتي يوم الأربعاء وتزيد الأسواق من هبوطها بسبب تعمق أزمة القيادة السياسية في المنطقة وتراجع أسعار المستهلكين للمنطقة إلى 1.2%، والزوج أظهر تماسكاً عجيباً يوحي بسقوط كبير ينتظره، وهذا التماسك فوق 1.40 تمخض عنه أنماطاً سلبية. وتأخير عملية الهبوط الحاد يرجح أن تكون بسبب تكدس السيولة في أسواق العملات وهروبها من الأسهم.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:

ارتفع التضخم في بريطانيا إلى 4.4% في آخر قراءة له لشهر يوليو وتزداد الضغوط الآن على بنك إنجلترا في رفع أسعار الفائدة على الإسترليني وهو من أهم الأسباب التي دفعت المضاربين لشراء الإسترليني على حساب اليورو والدولار ودفعت به إلى ذروة سعرية أسبوعية الأعلى منذ 3 أشهر عند 1.66 على الرغم من ارتفاع معدل طلبات الإعانة إلى 4.9% الأعلى هذا العام. ويبدو أن السلوك على الإسترليني (سلوك متحوطين)، والاتجاه الصاعد الآن حليف الزوج ربما يعطيه فرصة لاختبار 1.67 لكن لا يرجح اختراقها.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:

بدأ الأسبوع في طوكيو بانكماش الناتج المحلي الإجمالي السنوي 1.3% وعجز في الميزان التجاري للسلع بقيمة 130.5 مليارين، مما خفض من شهية المخاطرة في سوق الأسهم وهبط مؤشر النيكاي إلى 8800 نقطة وهي من أبرز دعوم السوق السنوية، لكن عمليات شراء الين وهبوط الزوج إلى مستوى 76 مرة أخرى صاحبها عزم ضعيف وهي منطقة ستضع حداً للين أمام الدولار.