|
الجزيرة - ماجد إبراهيم
يبدأ سوق الأسهم السعودي إجازته التي تستمر نحو أسبوعين بنهاية تداول الأربعاء 24 / 8 / 2011 ، قبل أن يعود السوق إلى التداول بعد عيد الفطر المبارك، وتأتي هذه الإجازة في فترة حرجة يمرُّ بها الاقتصاد العالمي ألقت بظلالها على نتائج الشركات وأسعار الأسهم في السوق المحلية خلال الفترة القريبة الماضية، وذكّرت بما حدث في إجازة عيد الفطر 2008 حين عاد السوق إلى التداول على فاجعة انهيار «ليمان برذرز» التي دحرجت كرة الثلج لتبدأ الأزمة المالية العالمية يومها، السوق السعودي شهد خلال الأسبوعين الماضيين انخفاضاً حادًا وصل إلى 5931 نقطة وقت إغلاق التداول مساء أمس السبت، ما جعل المراقبين يؤكدون على أن هذه الإجازة التي سيتوقف فيها السوق عن التداول قد تكون سلاحاً ذا حدَّين، نظراً لضبابية التوقعات بشأن الأسواق العالمية وما ستسفر عنه أزمة الدين الأمريكي ومشكلات الاقتصاد الأوروبي من نتائج في الأيام القليلة القادمة، مشيرين إلى صعوبة اتخاذ الاستراتيجية الملائمة من قبل المستثمرين للحفاظ على استثماراتهم خلال فترة الإجازة من التقلبات غير المتوقعة في الاقتصاد العالمي بشكل عام وانعكاساتها على الاقتصاد المحلي وسوق الأسهم السعودي بشكل خاص.
المحلل المالي طارق الماضي، قال لـ»الجزيرة» ان فترة الإجازة مهمة جداً بالنسبة للسوق، مؤكداً أنّ المستثمرين قد يستفيدون من هذه الإجازة في حال حصلت تطورات إيجابية خلالها في الاقتصاد العالمي حيث ستنعكس بشكل إيجابي على أداء السوق بعد عودته للتداول، مشيراً إلى أن التطورات السلبية المتوقع حدوثها في الاقتصاد العالمي خلال هذه الفترة، ستنعكس بشكل عنيف على سوق الأسهم -فيما لو حدثت- خلال الإجازة.
وعن الاستراتيجية التي يرى الماضي أن المستثمرين سيفضلون الاتجاه إليها للحفاظ على ما تبقى من مكتسباتهم في السوق، يؤكد الماضي أن الاستراتيجية الأنسب في هذه المرحلة هي الاتجاه إلى الأسهم الدفاعية الأقل تعرُّضاً للانخفاض بسبب التأثيرات الخارجية، التي عادة ما تكون في أسهم الشركات التي تقوم بإنتاج مواد يستهلكها المستهلك المحلي في المقام الأول، وتعتمد على مواد خام محلية بشكل أساسي، وقال الماضي في ختام حديثه لـ»الجزيرة» ان نصف الساعة الأول من التداول في السوق المحلية بعد انتهاء الإجازة سيختصر كل ما سيحدث خلالها في الأسواق العالمية.
من جهته يرى هاني باعثمان الرئيس التنفيذي لشركة سدرة المالية أن المستثمرين في هذه الفترة ما زالوا بانتظار أداء الربع الثاني للشركات الأمريكية التي ستقدم الصورة الواضحة عن وضع الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص والعالمي بشكل عام، ما سيلقي بظلاله على أداء الأسواق العالمية ومنها السوق المحلي، وأكد باعثمان على أن المشكلات التي تهدد سوق الأسهم المحلية في أغلبها تعتبر عوامل خارجية تتعلق بالاقتصاد الأمريكي والعالمي بشكل عام، أكثر منها عوامل داخلية تتعلق بالاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أنه من المناسب دخول السوق في إجازة هذه الفترة خصوصاً في خضمِّ التوقعات بتدهور الأسواق الأمريكية خلال الأسبوعين المقبلين.
من ناحية أخرى أكد باعثمان على أنه ليس هناك وقت لوضع الاستراتيجية الملائمة للمستثمرين في هذه الفترة بسبب ضيق الوقت وعدم استقرار الأسواق المالية والتقلبات العنيفة التي تشهدها، مشيراً إلى أنه بات يصعب التوقع لمصدر الأزمة القادمة بعد أزمة الدين الأمريكي ومشكلات اليورو وزلزال اليابان، مختتماً حديثه بأن ما يراه الأنسب الآن في هذه الفترة من خلال اتجاهات الكثير من المستثمرين، هو الاتجاه إلى الادّخار بالين الياباني أو الذهب، في محاولة لحفظ رؤوس الأموال فقط وليس لجني المزيد من الأرباح.