طالعت ماكتبه يوسف المحيميد يوم الأحد 23 شعبان وبعنوان (أحلامنا منذ نصف قرن!) وهو يتحدث عن حال قطار سكة الحديد الرابط مابين العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية وتطرق فيه لكل جزئية بدءا بصالة الركاب ونقص الخدمات وصولاً لحال تلك المقطورات التي أكل وشرب عليها الدهر وهرمت، فالغريب الذي يدعو للتعجب هو تمسك المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بهذه المقطورات والتي أتمنى أن يتم عدم التفريط بها مستقبلاً عند التجديد والتطوير وأن تبقى في متحف خاص للأعيان فحتى عمليات الترميم والتجميل واللمسات التي تم إضافتها لتلك المقطورات في السنوات الأخيرة لم تشفع لهذه المقطورات برسم الابتسامة والسعادة والرضى لمستخدمي التنقل بالقطار، فلك أن تنظر وأنت تتنقل بين المقطورات أثناء رحلة سفرك وتلقي نظرة على الأرض وعلى سكة الحديد في الأسفل ومن خلال المنطقة الرابطة بين المقطورات وتستمتع بالضجيج الذي يصم الآذان والتقنية القديمة الواضحة في الربط بين المقطورات مما لايتيح للمسافر الراحة في تنقله داخل المقطورات عند ذهابه لدورات المياه أو عند ذهابه ليبحث عمايسد به رمق جوعه خلال رحلة تمتد قرابة خمس ساعات، فأعتقد أن كثيراً من المسافرين يتمنى السفر بواسطة القطار ولما يمثله ذلك من متعة كحال القطارات السريعة التي تربط الدول الأوروبية ببعضها بعضا وماتشكله من رفاهية وأنت تجد مقطورات غاية الفخامة والراحة والتطور وتهافت السياح ومواطني الدول الأوروبية على حجز تذاكر رحلات قطارهم لما يشكله من متعة ورفاهية في سفرهم وتنقلاتهم، وهذا يعود الى الراحة التامة التي نتمنى أن نراها في خط قطار الرياض - المنطقة الشرقية وخاصة ان مطلب الكثيرين هو استبدال تلك المقطورات مادامت البنية التحتية موجودة من سكة حديد وصالات استقبال وغيرها، ولكن مالفائدة إذا كان الأهم لايشجع على سلك هذا النوع من التنقل ناهيك أن تطوير تلك المقطورات وتميزها سيجعل الكثيرين يستبدلون طرق سفرهم، وسيكون هناك تهافت من كافة شرائح المجتمع وكافة طبقاته بالسفر عبر الخطوط الحديدية، وبالتالي زيادة عدد الرحلات المتبادلة وعدد التذاكر المستخدمة وزيادة مداخيل المؤسسة وتلبية مشاريعها المستقبلية، إضافة لذلك ستعمل الخطوط الحديدية جنباً الى جنب مع خطوط الطيران السعودية وسيخف الحمل عن الناقل الجوي أو عدم وجود حجوزات طيران للمنطقة الشرقية، وستصبح الخطوط الحديدية ناقلاً مفضلاً متى ماتم تطوير مطوراتهم وتعديل سرعاتها للأفضل والأجود الذي ينشده المواطن.
عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء