التأكيد الــذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجعله مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضل وأجمل مدينتين في العالم، وأكثرها أحتواءً للخدمات، وأحسنها كفاءة في أداء الخدات لأهلها والمقيمين بها وزائريها من ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، قول يتأكد في كل عام، فمن مشروع إلى آخر. وأمس أسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأكبر مشروع لتوسعة الحرم الشريف، والتي تعد أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، والتي ستضيف أربعمائة ألف متر مربع لمساحة المسجد الحرام الحالي، وهو ما يعادل كل التوسعات التي شهدها الحرم الشريف منذ فجر الإسلام. إنَّ هذا الحدث الذي شهدته مكة المكرمة مساء ليلة الأمس يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي يسير على نهج والده وإخوته، والقيادة السعودية التي وضعت نُصب عينيها وفي قمة اهتماماتها تطوير وتوسيع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، إذ لا يمر عام إلا ونشهد حزمة مشاريع لتطوير وتحسين الأداء في الحرم المكي الشريف والحرم النبوي الشريف والمشاعر المقدسة. والمشاريع التي أسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس لها لا تقتصر على التوسعة التاريخية الأكبر في تاريخ توسعات الحرم المكي الشريف، بل أيضاً يشمل جملةً من المشاريع المساندة، منها شبكات طرق حديثة، وأنفاق ومركبات نقل منفصلة على ممرات المشاة، وسلالم كهربائية ومصاعد، إضافة إلى نوافير الشرب وأنظمة التخلص من النفايات والمراقبة الأمنية. وترتبط التوسعة الجديدة بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة، كما ستُقام محطة للخدمات المساندة تقع على بُعد كيلومترين شمال المسجد الحرام، وتؤمّن الخدمات للتوسعة الجديدة عبر أنفاق تخترق الأرض لتغطي كامل مساحة التوسعة، وتضم محطات تبريد وتكييف ووحدة معالجة للنفايات.
وحتى يكتمل الأداء السلس والرائع ويتم الوصول إلى منطقة المسجد الحرام بسهولة، فقد أُنشئ ضمن المشروع ثلاثة أنفاق، نفقان للمشاة وثالث للطوارئ، حيث يبدأ النفق الشرقي من نهاية التوسعة في الساحات الشمالية ويخترق جبل هندي مجاوراً لمقابر المعلا بطول 1300م. أما النفق الغربي فيمتد من نهاية التوسعة من الجهة الشمالية عبر جبل المدافع وبطول 1100م حتى حي الجرول. فيما يتقاطع نفق الطوارئ مع النفقين السابقين ويبدأ من شارع جبل الكعبة عند نقطة القبة وبطول 700م.
أما الجديد والمبهر في حزمة المشاريع التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين ليلة الأمس، فهو تدشين ساعة مكة المكرمة، أكبر ساعة في العالم، والتي ستكون مرجعاً للتوقيت الإسلامي، تبث التوقيت العالمي للصلوات إلى القنوات والأقمار الصناعية في العالم، وتخدم في محيطها بمكبرات الصوت المزودة بها نقل الأذان إلى 7 كيلو مترات.
هذه الخدمة من المشاريع تتوج الاهتمام الذي توليه القيادة السعودية، وتعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام، مكملة ومواصلة إلى ما قام به وأنجزه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومنها توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساعٍ في الساعة إلى 118 ألف ساعٍ في الساعة، مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم. ثم ارتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف، وتكييف كامل المسجد الحرام، تسهيلاً وتيسيراً على المسلمين، وهو دأب واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤكد بأن خدمة الحرمين الشريفين عمل متواصل وليس إطلاق أقوال فقط.