|
مكة المكرمة - عمار الجيبري - فهد العويضي:
بمتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وتحت مظلة أمن وأمان وخشوع وسكينة واطمئنان، وقبيل سويعات قليلة من تدشين التوسعة التاريخية من يد قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، اكتظت جنبات وأروقة وأدوار وأسطح وساحات الحرم المكي الشريف بما يقارب المليونيْ مسلم شهدوا صلاة الجمعة الثالثة من رمضان بالحرم المكي، قدموا من جميع مناطق ومدن المملكة ومن الدول العربية، وقد أدت هذه الجموع شعائرهم الدينية وسط أجواء إيمانية عابقة بالذِّكر والدعاء وسؤال الله المغفرة والرحمة وطلب القبول منهم الصيام والقيام، وقد أشرف ميدانياً على تدفق هذه الأعداد الكبيرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقه مكة المكرمة، الذي وجّه جميع المسئولين باستنفار كافة القوى البشرية والآلية ووضعها وتسخيرها لخدمه ضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين، والحرص على سلامتهم وأمنهم من أجل تهيئه الأجواء لهم ليتفرغوا إلى عباداتهم ونسكهم وتسهيل وتيسير جميع الطرق لهم أثناء تنقلاتهم من وإلى الحرم المكي الشريف، وتذليل كافه العقبات التي تواجه بعض سير الخدمات بإيجاد الحلول السريعة والمناسبة لها، من أجل تحقيق آمال وتطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد الخيرية، هذا وقد استنفرت كافة الجهات قواها البشرية والآلية منذ الصباح الباكر بتعاون وتنسيق بين كل الجهات المعنية بخدمات وفود الرحمن.
وقد أولى أمير منطقة مكة المكرمة هذا الجانب اهتماماً كبيراً تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - التي تنص على أن يكون ضيف بيت الله الحرام محل الرعاية والاهتمام منذ القدوم إلى الديار المقدسة وحتى عودته، بعد أن منّ الله عليه بتأديته شعائره الدينية بكل يسر وسهولة بوضع كل ما وفرته الدولة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام وتهيئة الأجواء الإيمانية والتعبدية لهم، وإبعاد كل ما يعكر صفوهم عنهم ليتفرغوا لعباداتهم وصلواتهم بكل خشوع واطمئنان. ويواصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز لقاءاته بالمسئولين والعاملين، للتأكد والاطمئنان على إعداد البرامج الخطط في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم، حفاظاً على راحة وأمن وفود الرحمن، وقد شهد الحرم المكي الشريف منذ الصباح الباكر من هذا اليوم المبارك - يوم أمس - من أيام هذا الشهر الكريم، توافد الزوار والمعتمرين والمصلين من المواطنين والمقيمين، حيث امتلأت أروقته وأدواره وبدرومه وساحاته بالمصلين. وقد حرصت كافة القطاعات الحكومية والأهلية على توفير أرقى الخدمات لروّاد بيت الله الحرام، وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بيسر وأمان، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - الذين يحرصون على تحقيق وتوفير كافة سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
وقامت بالتعاون والتنسيق فيما بينها، وتضافرت جهودها للعمل بروح الفريق الواحد لتوفير أرقى، الخدمات وتقديمها بالصورة التي تتوافق مع تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - وتتواكب مع ما تبذله الدولة من جهود وتسخره من إمكانات وتجنده من طاقات بشرية وآلية، وتنفذه من مشروعات حيوية وتنفقه من أموال في سبيل راحة وفود الرحمن، وحرصت على تنفيذ خططها التي أعدّتها بتوجيه ومتابعة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على أرض الواقع وفق ما هو مرسوم لها مما مكن وفود الرحمن من أداء عباداتهم بكل راحة وأمان.
وفي هذا الصدد قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير المناخ التعبدي داخل المسجد الحرام وساحاته، وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وتنظيم عملية الطواف والسعي ومراقبتهما، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوجيه النساء إلى الأماكن المخصصة لهن من خلال المرشدين والمرشدات والمراقبين والمراقبات المنتشرين في جميع أنحاء المسجد الحرام وساحاته، لتقديم العون والمساعدة لضيوف الرحمن وتوجيههم وإرشادهم وكذلك توجيه وإرشاد المعتمرين إلى أداء نسكهم بالطريقة الصحيحة، من خلال الدروس والحلقات الدينية التي تنظمها بالمسجد الحرام، والرد على أسئلة واستفسارات المعتمرين من خلال مكاتب الفتوى المنتشرة في المسجد الحرام، إضافة إلى توفير ماء زمزم من خلال الحافظات ومجمعات ماء زمزم داخل المسجد الحرام وساحاته، وكذلك تهيئة ساحات المسجد الحرام، وتزويدها بالفرش ومكبرات الصوت والإضاءة، وتوفير ماء زمزم لأداء الصلاة بها.
من جانبها قامت أمانة العاصمة المقدسة بتكثيف أعمال النظافة ونقل النفايات أولاّ بأول، وخاصة من المنطقة المركزية حول المسجد الحرام، وكذلك تكثيف أعمال الإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم، للتأكد من صلاحية المواد المعروضة، والتأكد من توفر الشروط الصحية للعاملين فيها. فيما قامت لجنة مكافحة الظواهر السلبية بمتابعة هذه الظواهر ومكافحتها، مثل ظاهرة التسول والافتراش والباعة الجائلين، وغيرها من الظواهر السلبية التي قد تحدث من بعض ضعاف النفوس للقضاء على هذه الظواهر والحد منها.
وقد اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة، ولم تحدث أي حوادث مرورية تذكر، وتمكن قاصدو بيت الله الحرام من الوصول إليه بكل يسر، رغم الأعداد الكبيرة في المركبات القادمة إلى مكة المكرمة، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الخطة المرورية التي أعدّتها الإدارة، وقام بتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع رجال المرور من ضباط وأفراد انتشروا في جميع أحياء مكة المكرمة، وفي الطرقات المؤدية إلى المسجد الحرام وفي المنطقة المركزية حول المسجد الحرام، لمتابعة الحركة المرورية وتنظيمها والإشراف عليها ومعالجة أي اختناقات مرورية قد تحدث، معالجة فورية وتقديم العون والمساعدة للزوار والمعتمرين وتوجيههم إلى المواقف المخصصة لوقوف سياراتهم ومنع الوقوف بالمنطقة المركزية ودخول المركبات إليها أوقات الصلاة، لفصل حركة المركبات عن المشاة وتفريغ المنطقة للمصلين فيما قامت الجهات الأمنية بمتابعة الحــالة الأمنية، وتـوفير الأمن والاستقرار لقاصدي بيت الله الحرام، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه من توجيه وإرشاد.