|
سليمان الجعيلان
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا مساعد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.. نعم لقد رحل شيخ الرياضيين وحبيب الهلاليين وعميد المؤرخين الشيخ عبد الرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال عن هذه الدنيا الفانية إلى رب رحيم بعد أن عانى رحمه الله رحمة واسعة من الآلام والمرض لفترة ليست بالقصيرة أسأل رب العزة والجلال أن تكون سبباً في تكفير سيئاته ورفعة في درجاته.. غادر شيخ الرياضيين إلى الآخرة الباقية وهو يمتلك سيرة عطرة في حسن الأخلاق والتواضع الجم ووضوح التعامل ومد يد العون للجميع ومساعدة الآخرين لأنه رحمه الله كان بمثابة الأب الحنون والأخ الناصح الأمين للجميع يسمع لهم ويحل مشاكلهم ويقضي حوائجهم بالسر بالرغم من مناكفة الفاشلين له والسعي في الوقوف في وجه وتشويه سمعته الطيبة.. لقد رحل شيخ الرياضيين وله في أعناقنا شكر عظيم على مساهمته في بناء لبنات الرياضة السعودية الأولى كيف لا وهو الذي يعتبر من أوائل وأهم المؤسسين للرياضة السعودية بل ويعد من أكثر الذين خدموها وأفنوا أعمارهم في رفعتها وتحديداً في منطقتي الوسطى والغربية ويكفي أنه أسس رحمه الله ناديين يعتبران من أهم الأندية ليس على الصعيد المحلي فحسب بل على المستوى الآسيوي وهما ناديا الشباب والهلال.. الهلال الذي أصبح مفخرة للهلاليين وصار محبيه وعشاقه يفخرون ويفاخرون به عند نظرائهم كيف لا وهو يحقق أولى بطولاته بعد أربع سنوات فقط من تأسيسه على يد ذلك الرجل العظيم وشيخ الرياضيين الذي كان يعتبر رحمه الله الهلال شيئا مهما في حياته بل وكان يعده من أحد أبنائه يفرح لأفراحه ويحزن لأحزانه.. الهلال الذي أسسه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله وعمل على أن يولد بطلاً ويعيش زعيماً للقارة الآسيوية بأكملها فقدر مسيري الاتحاد الآسيوي له ذلك العمل العظيم فوقفوا احتراماً وتقديراً لتلك الشخصية الاستثنائية التي صنعت ذلك الفريق الاستثنائي وهو الهلال وبادروا إلى تكريمه في الدوحة القطرية كأحد أهم الرواد الذين خدموا الحركة الرياضية في آسيا بعد أن تم تجاهله داخلياً.. حقيقة بعد سماع الخبر تذكرت بألم وحسرة تلك اللقطات والتي كانت تنقل تكريم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد في الدوحة من قبل رئيس الاتحاد الأسيوي السابق محمد بن همام وكيف كانت السعادة والبهجة واضحة على محيا أبو مساعد رحمه الله وكأنه يرسل رسالة خاصة إلى من يهمه المر وبيده القرار في الداخل انظروا في الخارج كيف يبادرون إلى تكريمنا وتقدير أعمالنا وخدماتنا والتي لم تكن في الهلال فقط بل في العديد من الأندية واللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
أما وقد انتقل شيخ الرياضيين إلى ربه الرحيم فلن ينتظر تكريماً اعتدنا في وطننا العربي أن نقيمه للرموز والمتميزين بعد وفاتهم وقد كنا نسوف ونستكثر عليهم تقديرهم وتكريمهم في حياتهم بل وننساهم حتى يأتينا نبأ وفاتهم.. خاصة في مثل حالة الشيخ أبي مساعد رحمه الذي كان يكرمه أحد أبنائه البررة في كل موسم بإنجاز ويقدره ويهديه في كل عام بطولة وكان ذلك يساوي عند الشيخ عبد الرحمن أفضل من ألف وألف تكريم لأنه واكب نجاح ابنه واستمتع بقطف ثمار ما زرعه وما عمله لعشقه الهلال حتى وصل لأعلى المراتب وتربع على عرش الأندية الآسيوية وحقق بكل جدارة واستحقاق لقب نادي القرن الآسيوي في حياته وتحت ناظريه رحمه الله رحمة واسعة.. عموماً الآن الحمل على جمهور الهلال كبير بأن يوثقوا تاريخ شيخهم ومؤسس ناديهم وأن يكتبوا مسيرته وأن ينشروا سيرته بعدة لغات وأن يشرحوا كيف استطاع تأسيس فريقه وأن يعلنوا للملأ أجمع أن الفضل بعد الله في سعادتهم وفرحتهم بعد انضمامهم لركب الزعماء كانت للقامة والهامة عبد الرحمن بن سعيد غفر الله له وجعل مأواه الجنة.
خاتمة
لِلموت فينا سهامٌ وهي صائبةٌ
من فاته اليوم سهمٌ لم يفته غدا
suliman2002s@windowslive.com