لو أن للإشارة المرورية لساناً لنطقت تذمراً وضجراً على حالها الذي تلاقيه من بعض قائدي المركبات من تصرفات وعناء وأعمال مشينة وصور مخجلة التي يقدم عليها أولئك النوعية من الناس.
ومن هذه المشاهد السيئة والخطيرة: تجد البعض منهم يتجاوز الإشارة المرورية وهي حمراء وبذلك تصبح عواقبه وخيمة وخطراً جسيماً يقدم عليه هذا السائق.. يا ساتر!
وهناك مشهد آخر ألفناه عند الإشارة ألا وهو نجد البعض منهم أول ما يقف عندها كأنه على موعد مع كَبْ وتفريغ مخلفات المركبة من قنان ومحارم ورقية وبقايا سجائر وعلب فارغة على الأرض.. يا سبحان الله!
ومشهد آخر اعتدنا على رؤيته عند كل إشارة وهذه من الصور المخجلة والمقززة والمقرفة جداً ألا وهو عندما يتوقف الجميع عند الإشارة نتفاجأ بأحدهم وقد هَمَّ بفتح باب مركبته وأخرج رأسه بلا حياء ولا خجل وإذا به يقوم بالبصق على الأرض «كرمكم الله» وكأنه احتواها وجمعها لكي يتخلص منها في هذا المكان بالذات.. واعجبي!
ومن المشاهد المألوفة التي نراها عند الإشارة وهو في الصباح الباكر والناس متجهون لأعمالهم ولمدارسهم «يا الله صباح خير» نلمح أحدهم وقد أشعل سيجارته وكأنه يريد بذلك شحذ الهمة والطاقة والنشاط والحيوية لبدء يومه الجديد مع العلم أنه يعرف حق المعرفة أن التدخين يضر بالصحة والبدن ويقلل من الحيوية والنشاط «شفاه الله».
والمشاهد الملفتة للنظر أيضاً الملصقات المتنوعة التي لها علاقة بالدعاية والإعلان والتي شوهت وطمست عمود الإشارة المرورية.. أين الرقيب؟!
ولا ننسى المشهد الآخر وهو أن بعض قائدي المركبات يتجاوزون خط المشاة ويتركون الإشارة المرورية خلفهم وبهذا التصرف ينتج عنه عدة أمور أولها أن قائد المركبة لا يعرف عند تحول الإشارة إلى خضراء. وثانيها لم يعط المارة حقهم في العبور على خط المشاة من أجل سلامتهم. وثالثها أن هذا التصرف يعتبر غير حضاري البتة.
ومن الأشياء التي تحصل عند الإشارة المرورية وبشكل ملفت للنظر هو عند تحول الإشارة إلى خضراء نجد السواد الأعظم من قائدي المركبات يبادرون باستخدام المنبه الخاص بالمركبة بشكل مفرط وفوضوي ويصاحبه ضوضاء وضجيج وهناك ظاهرة عهدناها عن الإشارة ألا وهي تواجد المتسولين والباعة الجائلين وينتج عنه خطر على هؤلاء وارتباك على حركة سير المرور.
حقاً وأقولها «مداعباً» إن الإشارة المرورية شاهدة على العصر.