كبير أنت يا عبدالله بن عبدالعزيز ، بحدبك على مواطنيك، وحرصك على وطنك، وتفانيك من أجل دينك وأمتك.
كبير - أي والله - يا أبا متعب، وأنت هنا في أقدس بقعة، وأطهر أرض، وأعز مكان، في مكة المكرمة، حيث التوسعات الكبيرة للحرم المكي الشريف، وحيث التطوير المستمر، وتحقيق ما يسعد المسلمين القادمين إلى هذه الديار المقدسة.
***
من غيرك؟!، من مثلك؟!، يوجّه بتوسعة المسجد الحرام على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع، وبعمق 380 متراً ليستوعب المسجد أكثر من مليون ومائتي ألف مصل في وقت واحد؛ لمواجهة زيادة أعداد المعتمرين والحجاج، والحرص على أن يؤدوا مناسكهم بسهولة ويسر.
***
لا قيمة لتاريخ لو أنه لم يكتب عن إنجازاتك، وعن الأعمال الكبيرة والخالدة والمتنوعة التي تحققت على يديك الكريمتين، فقيمة التاريخ أن يرصد مثل هذه الإنجازات، وأن يتحدث عنها، وأن يوثقها، وأن يقول عنها ما تستحقه من كلام جميل، وهذا ما يفعله ويقوم به الآن في ظل ما يشهده بيت الله الحرام ومكة المكرمة من تطور وتحسين غير مسبوق.
***
فإذا كنتم يا خادم الحرمين الشريفين تضعون اليوم الحجر الأساسي بيديك الكريمتين في توسعة جديدة للمسجد الحرام، فأنتم على خطى والدكم المؤسس العظيم وإخوانكم، إنما تواصلون بهذا الاهتمام وتلك الرعاية تحمل مسؤوليتكم في عمارة المسجد الحرام، خدمة للإسلام وإرضاء لله، واهتماماً بإخوانكم وأخواتكم المسلمين في مختلف دول العالم ضيوف الله، ومن ثم ضيوف عبدالله بن عبدالعزيز.
***
إنه الحلم والأمل يا خادم الحرمين الشريفين، إذ تجيء التوسعة الكبيرة في عهدكم الميمون، وبكل هذا الاهتمام، وأن يتسم هذا العهد الزاهر بكل هذا التواصل من الإنجازات، حيث عمارة المسجد الحرام، وتحسين وتجميل شكل البنية العمرانية المهيبة حول الحرم، دون أن يؤثر ذلك على روحانية وقدسية المكان، وذلك باستخدام كل عناصر الجذب والخدمات والمتطلبات التي توفر الراحة للمصلين والمعتمرين والحجاج في مشهد مؤثر وخلاب يلبي رغبتكم ويستجيب لتطلعات المسلمين.
***
وهكذا تكون القيادة والزعامة يا أبا متعب، وبمثل هذا يتصرف رأس الهرم الحصيف والحكيم في قيادته لدولته ومواطنيه، وبه ومعه يكون الحب والولاء والإخلاص لمن وهب الوقت والمال والصحة من أجل إرضاء الله وإسعاد مواطنيه وأمته وخدمة وطنه الغالي.