|
يقول الشاعر فاروق جويدة في ديوانه (كانت لنا أوطان):
في هذا الزمن المجنون
أبحث أحياناً عن نفسي
كي أهرب من ظلمة يأسي
أمضي كالطيف فألقاها
تقترب قليلاً.. أعرفها
يختلط العمر فلا أدري
هل أحيا يومي.. أو أمسي..
***
* وفي قصيدة أخرى يقول:
السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن
من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني
تطاردني الشوارع
للأزقة.. للحفر
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت
كل أشباح السهر
والثوب يفضحني
وحول يدي قيد
لست أذكر عمره
لكنه كل العمر
لا شيء في بيتي
سوى صمت الليالي
***
* وفي قصيدة بعنوان «عودوا إلى مصر» يقول جويدة:
عودوا إلى مصر
ماء النيل يكفينا
منذ ارتحلتم
وحزن النهر يدمينا
أين النخيل التي
كانت تظللنا
ويرتمي غصنها
شوقا ويسقينا
أين الطيور التي
كانت تعانقنا
وينتشي صوتها
عشقا ويشجينا
أين الربوع التي
ضمت مواجعنا
وأرقت عينها سهدا لتحمينا
***
* وفي قصيدة «كانت لنا أوطان» يقول:
يا عاشق الصبح
وجه الشمس ينشطر
وأنجم العمر
خلف الأفق تنتحر
نهفو إلى الحلم
يحبو في جوانحنا
حتى إذا شب
يكبو ثم يندثر
ينساب في العين ضوء ثم نلمحه
نهرا من النار
في الأعماق يستعر
عمر من الحزن
قد ضاعت ملامحه
وشردته المنى
واليأس والضجر
ما زلت أمضي
وسرب العمر يتبعني
وكلما اشتد حلم
عاد ينكسر
***
ويقول في قصيدة «ليالي الخريف»:
هل كل حلم
في الحياة يطال
والدرب صعب
والوصول محال
لم يبق للروض الحزين سوى الأمس
لحن قديم..
* ويقول في آخر قصيدة:
في القلب حلم
خانني منذ الصبا
أيام وصل.. ما لهن زوال
قلب أخبئ حزن أيامي به
العين بيت
والرموش ظلال
ياروضة بالضوء لاحت في المدى
ما زال عطرك بالمنى يختال..