بين حياته الأولى: حيث الكدح والتنقل بين البلدان والعمل في عدة أعمال طلبًا للرزق حتى أنه يعد من الرعيل السعودي الأول الذين زاولوا قيادة القطارات في هذه البلاد المباركة.

وبين حياته الثانية: في منتصف العمر حيث التدين والتنسك الذي لم يكن مظهرًا فحسب، وإنما أخذ على نفسه صعود المراتب العالية في مدارج السالكين إلى الدار الآخرة، فقد كان في سيرته عابدًا زاهدًا ورعًا واصلًا للرحم قوالًا للحق يصون لسانه عن قول الباطل ولغو الكلام.

أضحت أعماله ومنها الصدح بصوت الأذان بُلغة للدار الآخرة واكتفى من الدنيا بالكفاف وروض جماجمها لتكون مطيته إلى دار الآخرة.

ورزقه الله - سبحانه - على قدر نيته بنين وبنات بررة من زوجة صالحة.

أحب الجميع وأحبوه ليس طمعًا في دنياه التي لا يملك من حطامها إلا القليل، وإنما لأنه من أهل الطاعة والصلاة وقراءة القرآن والذكر.

وكان يدرك أن أجله قيرب ويتهيأ لذلك، حتى أدركته المنية في منتصف شهر رمضان المعظم.

وفي الحديث الصحيح: لم أثني على جنازة خيرًا قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجبت، قيل وما وجبت يا رسول الله؟ قال: وجبت لها الجنة، أنتم شهود الله في أرضه.

وهذا ما استفاضت وتطابقت عليه أقوال المشيعين لجنازته وهم جمع كثير من أهل التوحيد والإيمان.

رحمه الله رحمة واسعة وسقانا وإياه من حوض محمد صلى الله عليه وسلم وجمعنا وإياه مع أوليائه الصالحين في الفردوس الأعلى من الجنة.

- بريدة