قليل من يظن أن العربات عندما تسير في الشوارع بانسياب وانتظام أن ذلك جاء تلقائيا لأن كل الذين يسيرون في الشارع إنما يفعلون ذلك لأن النظام عشق وطبيعة متأصلة في أفكارهم وعقولهم أو نتيجة لتكثيف الحملات التوعوية من قبل المرور - برغم مالها من أثر جيد - هو السبب الحقيقي وراء ما يشاهده من انضباط.
إن خوف الناس وجزعهم من (نظام ساهر) وإدعاء جوره في فرض مخالفاته كان له بالغ الأثر الإيجابي على تدني نسبة الحوادث المرورية التي أهلكت الناس بسبب فوضاهم وعدم انضباطهم وأنا مع ذلك النظام ولو جاء فيه بعض الثغرات التي لا تعادل المصلحة العظيمة التي يحققها بحفظ أرواح الناس - بعد حفظ الله لها- ونظام ساهر لم يزعج كل الناس بل أزعج من يريد أن يظل فوضويا لامباليا بما تتسبب به فوضويته وأنانيته وقد جاء الانزعاج حينما أحس الفوضوي أن جيبه معرض للخطر.
إنني أتمنى أن يقيّض الله للشعر مفكرا شهما يدعو نظام ساهر إلى مدن الشعر التي تعج شوارعها بالفوضى وفقدان النظام والهمجية التي يربأ عاشق الشعر والشاعر الحقيقي أن يدخل إليها حيث انعدام إشارات المرور وأسهم الاتجاهات والأرصفة الفاصلة بين مايليق أن يقال وما لايليق، بين مايصلح أن يكون ثقافة صالحة للاستخدام الآدمي وماهو غير صالح فهل يسمع نداؤنا من أحد؟؟ (الله كريم)
وقفة لـ(الأفوه الأودي)
فينا معاشر لم يبنوا لقومهم
وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشدون ولن يرعوا لمرشدهم
والجهل منهم معا والغي ميعاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر
لهم عن الرشد أغلال وأقياد
أعطو غواتهم جهلا مقادتهم
فكلهم في حبال الغي منقاد
fm3456@hotmail.com