الجسد الميت لا يشعر بالألم، وإذا أصيب جزء من بدن الإنسانِ بمرض الشلل، أو غيره، فإنك مهما وخزته أو ضربته لا يشعر بالألم، حيث لا ينتقل الإحساس بالألم إلى مركز التألم والشعور والإحساس، لكن ما إن تدب الحياة في هذا الجسدِ أو في هذا العضو حتى يصبح شديد الحساسية يتألم لأقل شيء ويتأثر من أي شيء، فإذا كانت حياة الأبدان هي بالروح؛ فإن حياة القلوب هي بالإيمان بالله عز وجل وطاعته والقربى إليه، وهذا الشهر الكريم هو من مواسم الخيرات، التي تتحرك فيها القلوب إلى رِبها جل وعلا، وربما أصغت الآذان إلى ذكره وربما لهجت الألسنة بذكره والثناء عليه، ولهذا لاغرابة أبداً، أن تجد الأوابين والتوابين تتكاثر جموعهم في هذا الشهر الكريم، وتغص بهم المساجد، وتكتظ بهم حِلق الذِكر، ولأصواتهم دوي بالقرآن الكريم، وربماكان في كثير من الأحيان لهم خنين وحنين وبكاء كلما سمعوا ذكراً أو وعظاً أو تخويفاً من نار أو ترغيباً في جنة أو دعوة إلى توبة، وهذا شأن المؤمنين الصادقين، فإن المؤمن الذي يؤمن بالله عز وجل وإن ابتعد، وإن استدرجه الشيطان خطوة خطوة، ونأى به عن ربه جل وعلا، فإنه سريع الأوبة والعودة إلى الله تعالى، لا يصر على ذنب، ولا يستمرئ معصية، ولا يستلذ مخالفة، وإنما تغلبه نفسه مرة بعد مرة بتسويل شياطين الإنس والجن، فإذا سمع داعي الله تعالى أجاب وأناب وهو يقول:لبيك لبيك. لقد أقبل شهر رمضان.. شهر الرحمة والغفران... شهر تجديد الهمم وتحريك النفوس إلى الله ليعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، أن خالقهم قد آذنهم بشهر، له في مجتمعهم تأثير، وفي نفوسهم تأديب، وفي مشاعرهم إيقاظ، وكأنه لهم موسم ربيع، جاءهم رمضان بعد أن ظلوا أحد عشر شهرا، وهم سائرون في مسالك الحياة، ينالون منها، وتنال منهم، فتساءل الناس في دهشة وذهول، ما أسرع ما عادت الأيام، ورجعت الذكريات!. جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته. شهر عظيم الخيرات، كثير البركات، فيه فضائل وفوائد، ينبغي للمسلم أن يغتنمها ويقتنصها. شهر الصيام، شهر القرآن، يشد الناس إلى الدين، يذكرهم بحق الله، تشم رائحة الدين في كل مجلس تجلس فيه، تحس بإقبال الناس على كتاب الله، يقرؤونه، ويسمعونه، ويتدبرون آياته. إنه يرفع في نفوس الناس درجة الاستعداد، لتغيير ما في النفس، حتى يغير الله ما بهم إَِّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ . جاء الصيام ليكون فترة تأديبية، تعلم المرء كيف يهدأ، وكيف يخفف من جماح رغباته، وإسراف شهواته، فها هي المفطرات تكون من حوله، وليس عليه من رقيب أو حسيب، سوى خالقه ومولاه، المطلع على الضمائر والسرائر،: كل عمل ابن آدم له يقولها الله عز وجل على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) جاء الصوم لتربية الإنسان على الحلم، والصفح عن الجاهل، والعفو عن المسيء؛ لأنه عبادة يتلبس بها الإنسان، والعابد قريب من الله بعيد عن نزغات الشيطان. حتى قال عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) والله تعالى غني عن العالمين، فليس لله حاجة أن يدع هذا طعامه وشرابه، فلم يكن هذا الصيام إلا لتربية العبد وتهذيبه، وحمله على كريم الطباع، وجميل الأخلاق، والبعد به عن قول الزور، وعن شهادة الزور، وعن الظلم، وعن الفحش، وعن السب، وعن الشتم وعن الجهل، وعن الغيبة وعن النميمة. فإذا لم يترك كل ذلك فإن الصوم يكون حينئذ لم يفعل فعله فيه. إن العجب كل العجب: أن تجد صائماً يكذب.. ويقول الزور ويسعى بالنميمة... ويأكل لحم أخيه ويدعي أنه صائم.. .يظلم... ويغش.. يضرب ويسب... يبطش و يسرق.. يتتبع العورات.. وينظر إلى المحرمات.. وقد قالها عليه الصلاة والسلام. (إذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم) إنى صائم لأكون كعباد الرحمن الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. إنى صائم لأكون كعباد الرحمن الذين إذا مروا باللغو مروا كراما. فمن عصى الله فيك فعليك أن تطيع الله تعالى فيه. أن الصوم جاء ليكون جنة تمنع العبد مما يسخط الله، وحاجزاً يحول بينه وبين الغلط في القول أو في الفعل، بل حتى من أولئك الذين يبدأونك بالسب والشتم، أويعيرونك، أو يسبونك، أو يغلظون لك في القول، أو لا يحترمونك، عليك أن تقابل ذلك كله بالإعراض، عليك أن تقابل ذلك كله بالصفح وأنت تتذكر قول ربك: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ . ما أسهل هذه الكلمات! أن نقولها، وما أصعب أن تمسك نفسك عن الغيظ فلا تنفذه، وأن تحجزها عن الغضب فلا تستجيب له، وأن تردها عن الانتصار للنفس فلا تقبله، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِاَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا إلا الذين صبروا وتربوا بصيامهم.. حتى أصبح أسلوبهم وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً. وأصبح قولهم وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ . فإن القول البذيء الجارح من أعظم أسباب فساد القلوب، وتغير النفوس، واختلاف الصفوف.
(فمن كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه؛ دعاه الله تعالى يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء). هكذا يربينا عليه الصلاة والسلام.
جاء الصوم عباد الله ليكشف للإنسان عن جانب من حقيقة الحياة الدنيا، وأنها زخرف ولغو ولهو وباطل وزينة، وتكاثر في الأموال والأولاد، وأنه لا يركن إليها إلا المغفلون. جاء الصوم لينتزع الإنسان من الإغراق في الملذات ليفطمه عن هذه الدنيا، ويهزه هزاً عنيفاً ليقول له: نعم هذه هي الدنيا، وأنت فيها كالحالم الذي يجب أن يصحو، نعم، هذه هي الدنيا، ولكن هناك الدارالآخرة.
أنت الآن تصوم عن الدنيا.. لا لأنك سوف تكسب من وراء الصوم مالاً، ولا جاهاً، ولا رتبة، ولا وظيفة، ولا سلامة دنيوية، ولا صحة في بدنك، فكل ذلك قد يأتي، ولكنك لا تصوم من أجله، وإنما تصوم؛ لأنك توقن أن هناك آخرة تعمل لها، وأن ثمة موتاً وبعثاً ونشوراً وجزاءً.
إني رأيت عواقب الدنيا فتركت ما أهوى لما أخشى
فكرت في الدنيا وعالمها فإذا جميع أمورها تفنى
وبلوت أكثر أهلها فإذا كل امرئ في شأنه يسعى
أسنى منازلها وأرفعها في العز أقربها من المهوى
ولقد مررت على القبور فما ميزت بين العبد والمولى
أتراك تدرك! كم رأيت من الأحياء ثم رأيتهم موتى
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون نعم إن الحكمة من الصيام.. ... لعلكم تتقون.. لتحقيق التقوى ومجاهدة النفس على تحصيلها. لعلكم تتقون إعداد القلوب للتقوى بتهذيب أخلاقها وكبت شهواتها. لعلكم تتقون إعداد القلوب لخشية الله.بالمداومة على عباداتها واستغلال أوقاتها، وهذا الشهر الكريم هو مضاعفة للعمر، ففيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فما بالك بالشهر كله! متى نشعر بعظيم هذه الأيام ولياليها فيما ينفع. بدأ بالإقبال على هذا القرآن شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ فجدير بك أيها المسلم! أن تسرح طرفك في القرآن، وأن تعمل فكرك فيه، فلا يكون همك آخر السورة، أوآخر الجزء، أوآخر القرآن أن تختمه؛ بل أن تقرأ وتتأمل كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ فهذا خير تؤمر به، وهذا شر تنهى عنه، وهذا خبر ماضٍ من أخبار السابقين تعتبر به، وهذا خبر مقبل تتهيأ له وتستعد قال تعالى: َحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ .
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ لْقُرْءانَ أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا فمن لم يتعظ بآيات الله فبأي مواعظ يتعظ، ومن لم يلن قلبه لكلام الله فكيف يلين قلبه لكلام الناس فياعباد الله بين أيديكم ضيف كريم هلم عباد الله.. بادروا بالطاعات.. سابقوا للخيرات.. شهر يريد الجد ملء أسماعكم وملء أبصاركم، وقد ازدادت فيه المثبطات وتعددت فيه الصوارف والملهيات هوى متبع ونفس أمارة وشياطين الإنس وإذا كنا كفينا فى هذا الشهر من شياطين الجن.. فشياطين الإنس مازالت مطلقة تحث على الفساد وتسيح بالشر عبر مايعرض في هذه القنوات التى ازداد شرها وتعمق أثرها وظهر ضررها.. انغمس فيها كثير من الناس عكف عليها الرجال وعكف عليها النساء وعكف عليها الأطفال مسكين هذا الذى صام نهاره وقرأ قرآنه ثم ما إن تناول إفطاره حتى اتكأ على أريكته وتناول فنجان قهوته ثم تسمر أمام هذا الجهاز.. أمام هذه المسلسلات التى سلسلت العقول والأفكار حتى طاش عمل النهار.. فلا تسل عن أثر الصيام ولاعن أثر القرآن ولاعن أثر الصلاة.. فما بالهم فما بالهم فيا خسارة من خرج رمضان ولم يستزد فيه من الصالحات، ويا ندامة من خرج رمضان وحاله كما هي قبل رمضان، يدخل رمضان ويخرج وبعض النفوس لم تتغير، يجوع ويعطش وقلبه هو قلبه، ومعاصيه هي معاصيه، وربما يركع ويسجد، ويسهر ويتعب وحاله هي حاله، ولسانه هو لسانه.. نعوذ بالله من حال هؤلاء. فالحذر كل الحذر.. صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم درجاتِ المنبر، فلمّا رقِي عتبةً قال: آمين.
ثم صعد عتبةً أخرى فقال: آمين،ثم صعد عتبةً ثالثة فقال: آمين، ثم قال: (أتاني جبريلُ فقال: يا محمّد، من أدركه رمضانُ فلم يُغفَر له فأبعدَه الله، قلتُ: آمين) من أدركه رمضانُ فلم يُغفَر له فأبعدَه الله.. رسالة إلى كل المفرطين والمسوفين من أدركه رمضانُ فلم يُغفَر له فأبعدَه الله.. رسالة إلى كل المضيعين والغافلين يدعو الله عليهم ويأمر نبيه بالتأمين.. فلا حول ولاقوة إلا بالله... ما أعظمها من خسارة وما أشدها من خيبة فيامسلمون هاهو شهر رمضان يناديكم فى كل عام أدركوني فقد يمر العام فلا تجدوني فلتجعلوني رحمةً لكم ومأنسا.. وفرصةً للغفران فلا تضيعوني سألتكم بربي.. ألا تضيعوا أوقاتي حتى تخسروني
فقد أرحل وأعود أخرى فهل أجدكم وألقاكم؟؟
فكم من عبد مستبشر بالأمس بمقدمي، واليوم لا وجود له معكم قد حواه المنون فأرداه فهل من عبرة بمن قبلكم
من أهلكم وصحبكم وخلانكم، فأدركوني قبل رحيلي أو رحيلكم.
فياعبد الله كم سنة أدركتِ رمضان، ثم خرجتِ منه كما دخلت فيه، بل ربما كنت على حالٍِ أقل مما دخلتِ فيه في رمضان؟! كم سمعت في هذا الشهر من موعظة؟!
لا أقول:كم موعظةٍ سمعتِ؟ بل كم موعظة رأيت بعينيك؟!
كم جنازة شيَّعت؟!
كم من إنسان واريناه في حفرته ثم خرجنا من المقابر وكأننا لن نعود محمولين لها؟! بل كم من موعظة أدركناها في نفوسنا؟!
رُبَّ إنسان منا أشرف - يوماً من الأيام - أو كاد أن يقع في حادث، وربما أصابه مرض شديد ظن أن فيه حتفه وهلاكه، وربما شاهد أباه أو أخاه أو قريبه وهو يلفظ أنفاسه.
وربما وضع الإنسان يديه على رأسه - يوماً من الأيام - وهو يظن أنه في آخر أيامه ولياليه، أو آخر ساعاته ودقائق عمره، ثم خرج من ذلك كله، والقلب لا يزداد إلا قسوة، والنفس لا تزداد إلا إعراضاً.
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ .
جدير بكَ أن تختلي بنفسكِ لحظةً وتتساءل: هذه المواعظ التي سمعت وأعظمها مواعظ الله عزَّ وجلَّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ .
هذه المواعظ التي سمعتِ، بل هذه المواعظ التي رأيت أين كان مصيرها؟!
هل زادت العبد قرباً من الله عزَّ وجلَّ؟!
هل زادته بصيرة في نفسه؟ هل زادته خوفاً من الله؟!
هل زادته رغبة في الجنة؟! هل زادته خوفاً من النار؟!
هل زادته إقبالاً على الطاعة؟!
هل زادته إعراضاً عن المعصية؟!
أيها الأخ إذا لم تتب في رمضان فمتى تتوب؟!
وإذا لم تقبل فى هذا الشهر فمتى تقبل؟
فيا مضيع الزمان فيما ينقص الإيمان.. يا معرضاً عن الأرباح متعرضاً للخسران.. أما لك من توبة؟! أما لك من أوبة؟!
إلى متى الغفلة؟ ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟!
ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟!
فيا من أدركت رمضان.. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان.. هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟!
أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان؟!
قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران؟!
لعله يكون -بالنسبة إليك- آخر رمضان! أما آن للعصاة أن ينغمسوا في نهر الصيام، ليطهروا تلك الأجسام من الآثام. ويغسلوا ما علق بالقلوب من الحرام.
أما آن للمعرضين أن يدخلوا من باب الصائمين، على رب العالمين، ليجدوا الرضوان في مقام أمين، أما آن أن نصحو، أما آن أما آن أن نستيقظ أما آن...... (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فطوبى لصائم استشعر هذه النعمة.. فحّقق التقوى.. فصام الشهر.. واستكمل الأجر..
أخذ رمضان كاملاً وسلمه للملائكة كاملاً.. فلا غيبة.. ولا نميمة ولا أذية للمؤمنين.. فأصبح فيه من الفائزين فلاتقاعس عن صلوات.. أو وقوعاً في محرمات..
صام فصامت جوارحه وأركانه.. قانتًا آناء الليل ساجدًا.. وقائمًا.. يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
فالبدار البدار قبل مفاجأة الأجل، قبل أن يتمنى أحدكم البقاء ولو نفقا في الأرض أو سلماً في السماء دون أن يُقضى عليه بالموت....
ألا فاتّق الله - ياعبد الله - فيما بقي، وأقبِل على ربّك إقبالَ التائبَ الآيِب، وانظر كيف سيسير المتّقون في هذا الشهر، لقد تفكّروا في تفريطِهم فأنّوا، وتلهّفوا إلى رحمةِ الباري فحنّوا. فهيا أخي وأخيتي إلى الحياة بأنفاس النجاة..