قال النظّام: مررت بناحية باب الشام فرأيت شيخاً قاعداً على باب داره وبين يديه حصى ونوى وهو يسبح ويعد بهما ويقول: حسبي الله، حسبي الله. فقلت: يا عم ليس هذا هو التسبيح. قال: كيف هو التسبيح عندك؟ قلت: تقول: سبحان الله. قال: يا أحمق هذا تسبيح تعلمته بالعراق منذ ستين سنة أسبح به فأتركه لقولك؟
وقيل لسورة الواسطي وأراد سفراً: أحسن الله صحابتك. فقال: ما أحتاج، الموضع أقرب من ذلك.
عن أبي حصين قال: عاد رجلٌ عليلاً فعزاهم فيه فقالوا له: لم يمت. فقال: يموت إن شاء الله.
وسُئل خطيب: أيهما أفضل معاوية أم عيسى بن مريم؟ فقال: لا إله إلا الله! أتقيس كاتب الوحي بنبي النصارى؟
وخرج رجل إلى السوق يشتري حماراً، فلقيه صديق له فسأله فقال: إلى السوق لأشتري حماراً. فقال: قل إن شاء الله. فقال: ليس ها هنا موضع إن شاء الله، الدراهم في كمي والحمار في السوق. فبينما هو يطلب الحمار سرقت منه الدراهم، فرجع خائباً فلقيه صديقه فقال له: ما صنعت؟ فقال: سرقت الدراهم إن شاء الله.
دخل على حاتم العقيلي شيخ من أهل الري فقال: أنت الذي تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ قال: قد صح الحديث عن النبي في ذلك. فقال له: كذبت إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد رسول الله، إنما نزلت في عهد عمر بن الخطاب.
عن عبدالرحمن بن داود قال: لقي تاجر تاجراً فقال له: ما اسمك؟ فقال: أبو عبد منزل القطر عليكم من السماء تنزيلاً الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه. فقال: مرحباً بك يا ثلث القرآن.
وروى أبو بكر الصولي عن إسحاق قال: كنا عند المعتصم فعرضت عليه جارية فقال: كيف ترونها؟ فقال واحد من الحاضرين: امرأتي طالق إن كان الله عزَّ وجلَّ خلق مثلها. وقال الآخر: امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها. وقال الثالث: امرأتي طالق، ثم سكت؛ فقال المعتصم: إن كان ماذا؟ فقال: إذا كان لا شيء. فضحك المعتصم حتى استلقى.
قيل لبعض الحمقى: ما تقول في إبليس؟ فقال: أسمع الكلام عليه كثيراً، والله أعلم بسريرته.
قال الواقدي: رأيت بقّالاً بالمدينة وقد أشعل بين يديه سراجاً بالنهار، فقلت له: ما هذا؟ قال: أرى الناس يبيعون ويشترون حولي، ولا يدنو مني أحد، فقلت: عسى لا يروني، فأسرجت لهم حتى يروني.
ودخل اللصوص على رجل ليس في بيته شيء، وجعلوا يطلبون ويفتشون، فاستيقظ الرجل ورآهم، فقال: يا فتيان، هذا الذي تطلبونه بالليل قد طلبناه في النهار فلم نجده.
سُرق لبعضهم بغل، فقال بعض إخوانه: الذنب لك لإهمالك أمرك. وقال آخر: الذنب لغلامك لقلة تفقده لمنزلك. وقال ثالث: الذنب لسائسك حين غاب عن إصطبلك. فقال صاحب البغل: فاللص إذاً أبرؤنا من الذنب.
وروى أحدهم: قال بعض معارفنا: إنه حضر في بعض البلاد عند متزهد وحضر جماعة يتبركون به منهم قاضي البلاد، فجرى ذكر لوط عليه السلام، فلعنه المتزهد، فقيل له: ويحك هذا نبي! فقال: ما علمت. ثم التفت إلى القاضي فقال: خذ علي التوبة مما قلت. ثم أفاضوا في الحديث فجرى ذكر فرعون فقالوا له: ما تقول فيه؟ فقال: أنا الآن تبت فلا أدخل بين الأنبياء.