|
الجزيرة - خالد السملق
لكثير من المجتمعات العربية والإسلامية عادات وتقاليد مرتبطة بشهر رمضان المبارك منها ما يتعلق بالشأن الاجتماعي كاللقاءات والتجمعات بين الأسر أو ما له علاقة بأنواع الأكل أو الشرب أو حتى في ما يخص جوانب تجميلية كتعليق الفوانيس وعقود الزينة وعبارات التهاني.
وهنا في المملكة ملايين المقيمين من مختلف الجنسيات عاشوا وتربوا على عاداتهم الرمضانية ثم شاءت ظروفهم المختلفة يعيشوا الغربة في وطننا حتى وان كانوا في بلد شقيق يمنحهم كل حقوقهم ويحفظ لهم كل احترامهم فتظل في كل الأحوال غربة تحرك مشاعرها مناسبات مختلفة.
شهر رمضان المبارك مثلا حينما يهل هلاله يشعرهم بالحنين إلى عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم التي بالتأكيد لا يستطعون معايشتها في الغربة.
في البداية التقينا بالمقيم حسن محمد من جمهورية مصر العربية وقال: على الرغم من تشابه العادات والتقاليد بين المملكة ومصر إلى حد كبير إلا أن رمضان يحرك فيني شعورا لا يمكن وصفه، ففي رمضان أفتقد لمة أسرتي الصغيرة حول الإفطار كما أفتقد بعض المأكولات والأطباق التي ترتبط نكهتها بالزمان والمكان معا، افتقد لأصوات القرآن الكريم التي تنطلق من الأزقة والمحال والسيارات والباصات وحتى من الدرجات النارية كما أفتقد مناظر الفوانيس وإنارات الزينة التي تعلق في الشوارع والطرقات فالمشهد هناك مختلف تماما.
الباكستاني سلمان خان قال إن هناك اختلافا بين العادات الرمضانية بين المملكة والباكستان فأكثر ما أفتقده هي صنوف الأكل المختلفة كالباكورة ومشروب روح افزا الرمضاني الذي تعده الأسرة في المنزل، افتقدت كثيرا من المظاهر الرمضانية ولكني وجدت روحانية رمضان الحقيقة في بلدكم فأصوات المساجد في صلاة التراويح والقيام ومشاريع إفطار الصائمين تمنحني مزيدا من تلك المشاعر الرمضانية التي افتقدتها.السوداني عبدالحليم سفيان ذكر أن رمضان في السودان مختلف فمنذ دخوله تتحول قريتي الصغيرة إلى أشبه ما تكون بخلية نحل فشبابها يسهمون في تجهيز الساحات لإقامة الأنشطة الرياضية واللقاءات وجلسات السمر كل تلك الذكريات تجدد فيني غربتي وحنيني لتلك اللحظات بالإضافة إلى أصناف السفرة الرمضانية مثل الكبكبي والقراصة والآبري والعرديب التي أفتقدها كثيرا على الرغم من تجمع أبناء جلدتي هنا أثناء الإفطار أحيانا إلا أن تلك التجمعات لا تخلو من تبادل الذكريات فيتجدد فينا حنيننا وغربتنا.البنجلاديشي محبوب عالم تحدث عن عادات الأكل في بنجلاديش فذكر أن هناك مأكولات مثل الفيازي والبيقوني هي من أولى الأطباق على المائدة البنجلاديشية بالإضافة إلى مشروب شايروابجا وكذلك اسيبجول يفتقدها كثيرا في غربته كما يفتقد التفاف الأسرة واجتماعها وقت الإفطار فهذه عادات افتقدها كثيرا أيضا هناك أصوات المآذن حينما يوقظ الأهالي للسحور قبل أذان الفجر بساعة تقريبا كل ذلك لا أجده في غربتي ولا اشعر به فنحن ننام بعد صلاة التراويح وهنا نسهر حتى صلاة الفجر.